التعلم الاجرائي الشرطي
التعلم الاجرائي الشرطي

التعلم الإجرائي الشرطي : تفاصيل النظرية والتطبيقات (التعزيز والعقاب)

يقصد بالتعلم الإجرائي الشرطي عملية التعلم واكتساب المعارف عن طريق مواجهة المتعلم لعواقب وردات أفعاله وذلك من خلال تطبيق مبدأ الثواب أو العقاب.

يمكن استخدام مبدأ التعلم الإجرائي الشرطي مع المتعلمين في العديد من المواقف بهدف تحسين سلوكياتهم بتطبيق المكافآت والمعززات التي تستحوذ على اهتمامهم وتقديمها فورا كلما قام المتعلم بممارسة سلوك مرغوب فيه لتقوية وغرس هذا السلوك في نفس الفرد.

نظرية التعلم الإجرائي الشرطيي

يرجع النظرية إلى عالم النفس الأمريكي بور فريدريك سكنر الذي هو أول من استخدم وأطلق مصطلح الإشراط الإجرائي كأحد أساليب التعلم الشرطي لوصف أفعال وسلوك الكائنات الحية واستجابتها وذلك بعد إجراءه العديد من التجارب المعقدة لمعرفة الدوافع من وراء السلوكيات المختلفة وملاحظة النتائج التي تترتب عليها.

ويعتبر اسكنر من أبرز علماء المدرسة السلوكية الوصفية في القرن الماضي، وقد نشرت له عدد من المؤلفات في مجال علم النفس أهمها كتاب “سلوك الكائنات الحية” الذي تم نشره في العام 1938 والذي يعتبر أول مرجع اشتمل على شرح المنهج الذي يتبناه اسكنر مع معظم التجارب التي قام بإجراءها، وكتاب “العلم والسلوك الإنساني” الذي يوضح نظرية اسكنر في التعلم وقد تم نشره في العام 1953.

تطبيقات نظرية الاشتراط الإجرائي

ساعدت نظرية اسكنر في التعلم الاجرائي الشرطي في إعادة ترتيب الأهداف التعليمية وترتيبها في إطار سلوكي جديد،
حيث يعتبر اسكنر أن سلوك الكائن الحي هو محور الدراسة العلمية والوسيلة لتفسير كافة نشاطات الفرد، أي أنه لا يعتقد بوجود عمليات التفكير والتصوير وغيرها وانما ركز على الهدف من السلوك دون الآلية التي يتم بها؛ مستندا إلى قاعدته في تفسير سلوك الفرد والتي تنص على أن السلوك محكوم بنتائجه.

تم تطبيق نظرية الاشتراط الإجرائي واعتمادها في مجال التعليم وقد تم تأسيس منهج نفسي لطلاب المرحلة الجامعية بناء على هذه النظرية وتم تبنيها بواسطة العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم خاصة فيما يتعلق بدراسة وتعديل السلوك الإنساني باستخدام أساليب الإشراط الإجرائي لتحفيز المتعلمين نحو تحقيق الأهداف السلوكية وذلك عبر تقديم المكافآت والجوائز للمتعلمين بصورة تدريجية مقابل كل تقدم جزئي يحرزه المتعلم في إتجاه الهدف وحتى تحقيق الهدف السلوكي الكامل.

التعزيز

يعرف التعزيز بأنه كل حدث ينتج عن فعل ما أو يتبع لسلوك محدد بحيث يزيد من فرص تكرار وإعادة هذا السلوك في المرات التالية. وقد تكون المعززات خارجية المصدر أو داخلية تنبع من داخل الفرد. ويمكن تصنيف المعززات الخارجية إلى:

  • معززات مادية: وهي المكافآت المادية المحسوسة كالألعاب والطعام والشراب والجوائز النقدية والهدايا المختلفة وغيرها.
  • معززات رمزية: والمعززات الرمزية مثل العلامات والدرجات والصور والرموز والشهادات التقديرية، …
  • معززات اجتماعية: وتتمثل المعززات الاجتماعية في عبارات الثناء والمديح التي يتلقاها الفرد من محيطه جراء سلوك مرغوب منه وفي التصفيق والابتسامة والإطراء والاهتمام والمحبة وغير ذلك.

أما المعززات الداخلية التي لا يكون للمحيط الخارجي دور مباشر فيها فتتمثل في إحساس الفرد بالرضا والنجاح والإنجاز وشعور الراحة والمتعة الذي يتبع تطبيقه لسلوك مرغوب.

إجراءات التعزيز

  • التعزيز الإيجابي: يتم تعريف التعزيز الإيجابي عن طريق الإضافة، إذ أن استجابة الكائن الحي وتكراره للسلوك يزداد قوة كلما تمت اضافة هذا النوع من التعزيز. وهذا مثل المكافأة التي يتلقاها الطفل عند أداء واجبه المدرسي، ومثل عبارات المديح والإطراء والتشجيع التي يسمعها من والديه عندما يقوم بعمل جيد.
  • التعزيز السلبي: وهذا النوع من اجراءات التعزيز يعرف بالإزالة، وفيه يتم تحفيز الكائن الحي ودفعه نحو سلوك معين عن طريق ازالة وابعاد المؤثرات المزعجة والمؤلمة بالنسبة له عن البيئة المحيطة بها كلما قام بتكرار هذا السلوك المرغوب. وذلك مثل تخفيف عقوبة سنوات السجن للسجين عند تحسن سلوكه.

العقاب

يعرف العقاب بأنه كل مثير مزعج أو حدث مؤلم غير مرغوب فيه يلي قيام الفرد بسلوك معين، بحيث يعمل هذا الحدث على تقليل احتمالية تكرار هذا السلوك في مرات قادمة.
ويمكن أن يصدر العقاب عن مصادر خارجية محيطة بالفرد كما يمكن أن يكون العقاب داخلي صادر من نفس الفرد. ويمكن تقسيم مصادر العقاب ذات المصدر الخارجي إلى:

  • مصادر العقاب المادية: وهذه تشمل كل اجراء مادي غير مرغوب مثل: الضرب، السجن، الجلد، الغرامة،… الخ.
  • مصادر العقاب الاجتماعية: وهذه تتمثل في عبارات التوبيخ والشتم والتأنيب والتجاهل والكره وعدم الاهتمام، …
  • مصادر العقاب الرمزية: خسران العلامات، فقد الامتيازات، نقص العلامات، النقل إلى مستوى أدنى، …

أما مثيرات العقاب داخلية المصدر فتتمثل في شعور الندم وتأنيب الضمير وعدم الرضا وشعور الألم،…

إجراءات العقاب

  • العقاب الإيجابي: والعقاب الإيجابي يتم تطبيقه عن طريق الإضافة، أي إضافة اجراء غير مرغوب فيه عند سلوك الفرد لسلوك محدد،
    بحيث يعمل هذا الاجراء على التقليل من قوة هذا السلوك وتقليل فرص تكرار الفرد لهذا السلوك في المرات القادمة. ومن أمثلة العقاب الإيجابي ضرب الفرد عند قيامه بسلوك غير مرغوب.
  • العقاب السلبي: ويعرف العقاب السلبي بالإزالة، أي استبعاد وإزالة مثير مرغوب فيه أو منع اجراء ممتع من بيئة الكائن الحي في كل مرة يقوم فيها بسلوك محدد، مما يقلل من احتمال تكرار الفرد لهذا السلوك. وهذا مثل عقاب الطفل بحرمانه من لعبة ما عندما يكذب مثلا.

وأخيرا يجب التنبيه إلى ملاحظة الفرق بين اجراءات العقاب السلبي والتعزيز السلبي، وكذلك بين العقاب والتعزيز السلبي؛ فكل من الاجرائين يتم بتطبيق مثيرات مؤلمة وغير مرغوبة مع اختلافهما في الهدف وطريقة التطبيق.

شاهد أيضاً

مسارات الابتعاث الجديدة

مسارات الابتعاث الجديدة الأربع (الرواد، إمداد، واعد، البحث والتطوير): تفاصيلها ومرتكزاتها

ظلت حكومة المملكة العربية السعودية تضع مسألة التعليم وتطويره في مقدمة أولوياتها؛ إيمانا منها بمحورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *