استراتيجية “تنال القمر” هي استراتيجية تعليمية تساعد الطلاب على فهم وتحليل النصوص بشكل أفضل. تقوم الاستراتيجية على قراءة العنوان أو الجملة الرئيسية للنص بصوت عالٍ لكل الطلاب. يتوقع الطلاب ويناقشون الأفكار الرئيسية المحتملة في النص. يقوم المعلم بتلخيص الأفكار الرئيسية على السبورة ويرسم خارطة تنظيمية للنص. يقرأ الطلاب النص ويبحثون عن الأفكار الرئيسية، ويناقشونها مع المعلم.
يتم تلخيص النص بكتابة الأفكار الرئيسية وتقديم أمثلة وأفكار المؤلف وكيفية الاستفادة من الخارطة التنظيمية. يقوم المعلم بتوجيه الطلاب في استخلاص الكلمات الرئيسية لتكوين جمل ملخصة تشرح النص. يتم مراجعة وتقويم الأعمال الطلابية لمطابقتها مع الأفكار الرئيسية والخرائط المعرفية. يجب تدريس الاستراتيجية بشكل صحيح وتطبيقها مع أمثلة عملية، وينبغي أن تتضمن التدريبات قراءة النصوص وتطبيق الاستراتيجية مع مناقشة النتائج.
فوائد استراتيجية تنال القمر
بعد تطبيق استراتيجية “تنال القمر”، تبين أنها تحمل مجموعة من الفوائد الملموسة للطلاب، وتساهم في تعزيز فهمهم وتسهيل عملية التعلم. ومن بين الفوائد التي تترتب على هذه الاستراتيجية:
تعزز استراتيجية “تنال القمر” قدرات الطلاب على القراءة واستيعاب المعلومات بشكل استنتاجي. حيث يتعين على الطلاب قراءة النص ومحاولة فهمه والتنبؤ بالأفكار المتعلقة به.
تعتبر هذه الاستراتيجية أسلوبًا فعالًا لتطوير القدرات النقدية للطلاب، حيث يتم تشجيعهم على استنتاج أفكارهم الخاصة وفهمهم الذاتي والمشاركة في المناقشات، مما يؤدي إلى زيادة ثقتهم في أنفسهم.
يتمكن الطلاب من تحليل المشكلات الموجودة في النص واقتراح حلول لهذه المشكلات، وهذا يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات صائبة وتقوية مهاراتهم في التفكير النقدي.
بفضل هذه الاستراتيجية، يتم تحقيق تفاعل كبير بين الطلاب والمعلم، حيث يتم مناقشة الأفكار وتبادل الآراء بينهما بشكل فعال.
تساهم هذه الاستراتيجية بشكل كبير في تعزيز مهارات الفهم القرائي لدى الطلاب، ويتم تدريبهم على هذه المهارات بشكل مستمر لتحقيق التطور والتنمية في هذا المجال.
خطوات تطبيق استراتيجية تنال القمر
باتباع سلسلة من الخطوات، يمكن تنفيذ استراتيجية تدريس فعّالة تعرف بـ”تنال القمر”. تتألف هذه الاستراتيجية من خمس خطوات رئيسية:
الخطوة الأولى: “تنبؤ”
في هذه الخطوة، يقوم المعلم بعرض الجملة أو الفكرة الرئيسية على السبورة، حيث يتم قراءتها بصوت عالٍ ليسمعها جميع الطلاب. بعد ذلك، يتم كتابة ملاحظات تتعلق بهذه الفكرة وتدوين أفكار متعددة تتصل بالعنوان الرئيسي. يُطلب من الطلاب التوقع والتنبؤ بما سيلقونه من معلومات من المعلم بشأن هذه الفكرة الرئيسية، ويقومون بتدوين هذه التوقعات والأفكار في دفاترهم الخاصة. بعد ذلك، يتبادل الطلاب أفكارهم ويتحاورون مع المعلم بشأن هذه التوقعات والأفكار المتعلقة بالفكرة الرئيسية للنص.
الخطوة الثانية: “نظم”
في هذه الخطوة، يبدأ المعلم بطلب تنظيم خريطة معرفية من الطلاب، حيث يقومون بتنظيم المعلومات التي يعرفونها. يُمكن لكل طالب أن ينظم الخريطة المعرفية بمفرده، أو يتم تنظيمها في مجموعات منظمة من الطلاب. يقوم المعلم بإعطاء مثال بسيط للخريطة المعرفية على السبورة ليروها جميع الطلاب، ومن ثم يقومون بتنفيذها على النص بنفس الطريقة ويتدربون عليها.
الخطوة الثالثة: “ابحث”
في هذه الخطوة، يقوم المعلم بتوزيع نسخًا من النص على الطلاب ليقوم كل طالب بقراءته بصوتٍ خافت، ويتم تحديد وقت محدد لإنهاء القراءة. خلال القراءة، يحاول الطلاب فهم النص والتنبؤ بالأفكار الرئيسية التي يحاول المؤلف نقلها. بعد الانتهاء من القراءة، يتم مناقشة ما تم فهمه والتنبؤات والتوقعات مع المعلم. تساعد هذه الخطوة في تطوير مهارات القراءة لدى الطلاب.
الخطوة الرابعة: “لخص”
يقوم كل طالب بتلخيص الأفكار التي تمت معرفتها والأفكار الرئيسية التي يدور حولها النص في خريطة معرفية، بالإضافة إلى الأفكار العامة والتفصيلية. يمكن أن يتم تصميم الخريطة المعرفية من قِبَل طالب واحد فقط، أو بالتعاون في مجموعات من الطلاب والمساعدة في إعدادها.
الخطوة الخامسة: “قيم”
يقوم الطلاب بمقارنة الخرائط المعرفية التي قاموا بتصميمها والتي تتضمن أفكار النص. يتم إجراء المقارنة سواء بشكل فردي أو في مجموعات، ثم يقوم كل طالب بكتابة ملاحظات على خرائط المعرفة للطلاب الآخرين. تناقش هذه التصاميم وتواجهها الاختلافات بين كل خريطة وأخرى. في النهاية، يقوم المعلم بمناقشة جميع الخرائط المعرفية والتحاور مع الطلاب حولها.
من خلال اتباع استراتيجية “تنال القمر”، يمكن للمعلمين تحقيق تدريس مثمر وفعّال يساهم في تنمية مهارات الطلاب وتحفيزهم على التفكير النقدي والتعاوني.
أمثلة لتطبيق استراتيجية تنال القمر
تطبيق استراتيجية “تنال القمر” يمكن أن يتم في مجموعة متنوعة من المواضيع والمواقف التعليمية. هنا بعض الأمثلة لتطبيق هذه الاستراتيجية:
- درس الأدب: يمكن استخدام “تنال القمر” لتحليل قصة قصيرة أو رواية. يمكن للمعلم أن يعرض الفكرة الرئيسية للقصة ويشجع الطلاب على التنبؤ بالأحداث وتوقع النهاية. يتبع ذلك تنظيم خريطة معرفية للشخصيات والأحداث والمفاهيم الرئيسية في القصة. يتم توزيع النص على الطلاب للقراءة ومناقشة التوقعات والتحليلات في نهاية الدرس.
- درس العلوم: يمكن استخدام “تنال القمر” في درس حول دورة الماء. يتم عرض الفكرة الرئيسية للدورة ويتم توزيع نص معلوماتي على الطلاب للقراءة والتنبؤ بالعملية والتفاعلات التي تحدث. يتبع ذلك تنظيم خريطة معرفية لأجزاء الدورة وعملية التحويل بينها. يتم مناقشة الخرائط المعرفية وتبادل الملاحظات والأفكار بين الطلاب.
- درس التاريخ: يمكن استخدام “تنال القمر” في درس عن حقبة تاريخية معينة. يتم تقديم الفكرة الرئيسية للحقبة وتوزيع نص تاريخي على الطلاب للقراءة والتنبؤ بالأحداث والتطورات. يتم تنظيم خريطة معرفية للشخصيات والأحداث الرئيسية والتأثيرات الثقافية والسياسية. يتم المناقشة والتحاور حول الخرائط المعرفية ومقارنة تصورات الطلاب.
هذه أمثلة عامة لتطبيق استراتيجية “تنال القمر” في مختلف مجالات التعليم. يمكن تعديل وتخصيص الاستراتيجية وفقًا للموضوع واحتياجات الطلاب ومستوياتهم المعرفية.
عيوب استراتيجية تنال القمر
بالرغم من فعالية استراتيجية “تنال القمر” في تحفيز التفكير النقدي وتطوير مهارات الطلاب، إلا أنها قد تواجه بعض العيوب والتحديات التي يجب مراعاتها، ومن هذه العيوب:
- قد تستغرق وقتًا طويلاً: تنفيذ استراتيجية “تنال القمر” يتطلب وقتًا كبيرًا في كل من الإعداد والتنفيذ والمناقشة. قد يكون من الصعب تنفيذها في إطار زمني محدود، خاصةً في الفصول الدراسية التي تعاني من ضغط الوقت.
- تحتاج إلى تخطيط وإدارة جيدة: تطبيق هذه الاستراتيجية يتطلب تخطيطًا جيدًا وإدارة فعالة من قبل المعلم. يجب على المعلم أن يتحكم في التوقيت وإدارة المناقشات بين الطلاب لضمان حصول جميع الطلاب على فرصة للمشاركة.
- قد يكون تحديًا للطلاب ذوي المستويات المختلفة: قد يكون من الصعب تنفيذ استراتيجية “تنال القمر” مع طلاب يتمتعون بمستويات مختلفة من المعرفة والمهارات. قد يواجه المعلم تحديًا في تلبية احتياجات جميع الطلاب وضمان استفادة الجميع بشكل متساوٍ.
- الاعتماد على المناقشة الجماعية: تتطلب استراتيجية “تنال القمر” التفاعل والمناقشة الجماعية بين الطلاب والمعلم. قد يكون هذا التعاون صعبًا في بعض الأحيان، حيث قد يشعر بعض الطلاب بالخجل أو يكونون غير مستعدين للمشاركة بنشاط في المناقشات الجماعية.
على الرغم من هذه العيوب، يمكن تجاوزها بواسطة التخطيط المناسب وتوفير الدعم والتوجيه الملائم للطلاب. يجب أيضًا مراعاة احتياجات الطلاب ومستوياتهم المختلفة لضمان استفادتهم الكاملة من الاستراتيجية.
