الأسبوع التمهيدي عن بعد: الأهداف، أخطاء شائعة، مشاكل، وخطة

يعتبر الصف الأول الإبتدائي من أهم المراحل في السلم التعليمي، وأكثرها أثرا على سلوك وعقلية الطالب. ونظرا لأهميته في غرس المفاهيم الصحيحة، وتنمية وتقويم السلوك الجيد؛ ألزمت وزارة التعليم، كافة المدارس بوضع برنامج للأسبوع التمهيدي عن بعد، وذلك حتى تتم معالجة سلوكيات الخوف والرهبة من المدرسة وبيئتها، كذلك معالجة اضطرابات الكلام والتلعثم؛ واهتزاز الثقة بالنفس، إضافة لعادة الخجل والانطواء على النفس.

الجدير بالذكر أن الكثير من التربويون والخبراء والباحثين في ما يخص مجال التعليم أشاروا إلى مدى ضرورة الأسبوع التمهيدي عن بعد؛ والذي من شأنه المساعدة في تكييف طلاب الصف الأول الإبتدائي مع البيئة الجديدة، كما أنهم يحتاجون إلى برامج خاصة تحفزهم وتشجعهم وتحببهم من المدرسة وتساعدهم على الانخراط بسهولة في بيئتها ومجتمعها.

وتهدف الوزارة عبر برنامج الأسبوع التمهيدي لطلاب الصف الأول الإبتدائي لمدة أسبوع إلى إزالة رهبة المدرسة عن الطلاب والطالبات، خصوصا الذين لم يدرسوا في مرحلة الروضة، إلى جانب محاولة تعويدهم على أساليب التعامل الجيد مع المعلمين ومع زملائهم الطلاب.
وبلا أدنى شك إن فكرة الأسبوع التمهيدي عن بعد؛ من شأنه تحقيق أقصى فائدة ممكنة وأفضل بداية للطلاب. ويساعدهم على كسر الحاجز النفسي، واكتساب خبرات عديدة، إضافة إلى أنه يساعد المعلمين والمعلمات على اكتشاف الخصائص الفردية والنفسية لجميع الطلاب والطالبات وميولهم ورغباتهم وسلوكياتهم.

حيث أن نجاح الأسبوع التمهيدي عن بعد، هو في الأساس نجاح يشمل الجميع، لذا يجب الإعداد له بشيء من التفصيل والاجتهاد، ووفق أسس علمية ومنهجية، وتنفيذه عبر مختصين بشؤون التربية بشكل جاذب ومبدع، حتى يتثنى للطلاب تكوين صورة إيجابية عن البيئة المدرسية.
الجدير بالذكر أن فكرة الأسبوع التمهيدي كانت تقام داخل الحرم المدرسي في الأيام الأولى من العام الدراسي، ونظرا للظروف الحرجة التي يمر بها العالم؛ وتمر بها المملكة من تفشي جائحة كورونا، كان اللجوء لفكرة الأسبوع التمهيدي عن بعد.

أهداف الأسبوع التمهيدي عن بعد

  • تسهيل وتبسيط عملية انتقال طلاب الصف الأول من البيئة المنزلية التي يألفها إلى البيئة المدرسية بشكل تدريجي، مع الأخذ في الاعتبار أن يتم الأمر بشيء من الاطمئنان والمحبة.
  • محاولة خلق بيئة مناسبة ومحفزة تشجع الطلاب على الانخراط والاندماج مع بقية الطلاب.
  • السعي لتقديم الخدمات النوعية، والنفسية، والتربوية التي يحتاجها الطلاب، وذلك لمساعدتهم على الانسجام السريع.
  • تعليمهم كيفية التعامل مع المشكلات الصغيرة التي من شأنها أن تحدث في البيئة المدرسية، وتوعيتهم عن كيفية حلها بشكل صحيح وسليم.
  • تكوين صورة وخلفية واضحة حول كل طالب، ومن ثم توزيعه في المكان المناسب له، وذلك وفق أسس منهجية.
  • خلق جسر ما بين معلمي المدرسة وأولياء الأمور، والوقوف بشأن السلوكيات النفسية، والمشاكل الصحية التي تظهر عند بعض الطلاب.
  • السعي لتكوين صورة إيجابية عن المدرسة في أذهان الطلاب، تضمن بقائهم واستمرارهم بدافع الحب والرغبة وليس بدافع الخوف من المعلم أو ولي الأمر.
  • توعية أولياء الأمور بشأن التربية القويمة، وتعريفهم بالأساليب الصحيحة للتعامل مع أطفالهم في هذه المرحلة الهامة.

أخطاء شائعة يمكن حدوثها في الأسبوع التمهيدي عن بعد

  • تساهل بعض أولياء الأمور عند عدم مشاركة وتفاعل أطفالهم مع الأسبوع التمهيدي المنظم عن بعد؛ ظنا منهم أنها ليست ضرورية ومفيدة كما في الواقع.
  • تدخل بعض أولياء الأمور في التعريف بأبنائهم دون تركه وشأنه ليقوم هو بالمهمة المطلوبة، وفي هذه الخطوة نوع من السلبية التي تجعل الطلاب يعتمدون على أهلهم وليس على أنفسهم وأخذ زمام المبادرة.
  • عدم تنفيذ الأسبوع التمهيدي عن بعد، وفق معايير وأسس علمية، وعدم الاستعانة بالتربويين ذوي الخبرة والضالعين في اكتشاف السلوكيات النفسية والمشاكل الصحية.
  • انشغال المرشد بتنفيذ الأنشطة فقط دون التركيز على الطلاب واكتشافهم، وفهم سلوكهم.
  • التعامل بنوع من القسوة والحدة من قبل أولياء الأمور أو المعلمين، مع بعض الطلاب الذين لم يتكيفوا مع الأسبوع التمهيدي المنظم عن بعد.
  • اجبار الطلاب على المشاركة في الأنشطة ودفعهم بتسلط للتفاعل معها، سواء كان هذا الأمر يحدث من قبل أولياء الأمور أو المعلمين.

خطة لتنظيم فعاليات الأسبوع التمهيدي عن بعد

  1. تصميم مقطع فيديو بطريقة مبدعة تجذب انتباه الطلاب، ويتم فيه تعريف التلاميذ بالمدرسة وأهم معالمها من مسرح وأسماء الفصول والأماكن وغيرها من التفاصيل الضرورية.
  2. القيام بتصوير كافة التعليمات الصحية في بوسترات مرسومة ومصممة بطريقة تلائم أعمار الطلاب، وجمعها في مقطع صغير، وهي التي ينبغي أن يتبعها الطالب بعد انخراطه في الدراسة، مثل أهمية الكمامة، وأهمية التباعد الإجتماعي وغيرها من التعليمات الصحية.
  3. طرح بعض الأسئلة المصورة في شكل رسومات وأشكال، وفيما بعد ينبغي تحفيز الطلاب الفائزين.
  4. عمل مقطع فيديو بطريقة مبسطة لشرح أهمية الدراسة، مع إرفاق نماذج حية لأشخاص ناجحين في حياتهم بفضل التعليم. هذه الخطوة من شأنها إثارة الحماس وزرع الرغبة في نفوس جميع الطلاب.
  5. على المعلمين المسؤولين من تنفيذ وإدارة الأسبوع التمهيدي عن بعد، طلب مقطع فيديو صغير من كل طالب، يطلبون منه تعريف نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة دون أي تقييد.
  6. خلق جسر للتواصل ما بين جميع الطلاب، حتى يعتادوا على بعضهم البعض.

بعض السلوكيات والمشاكل التي من الممكن ظهورها في الأسبوع التمهيدي عن بعد

  • إدخال الطالب لأصبعه داخل فمه، ومص الأصبع بلا توقف.
  • قيام بعض الطلاب بوضع يده في فمه، ومن ثم قضم أظافره بانهماك.
  • شعور بعض الطلاب بالضيق والقلق عند التحدث أمام الكاميرا، يصاحبها نوع من الارتباك والتلعثم، إضافة لتسارع ضربات قلبه.
  • قيام بعض الطلاب بنوع من الشغب وعدم الجدية لتقديم المحتوى المطلوب.
  • عدم مقدرة بعض الطلاب للتحكم في أنفسهم، مما يجعلهم كثيري الحركة أثناء تصوير المادة المطلوبة لتقديمها للمسؤولين عن الأسبوع التمهيدي عن بعد.
  • وجود اضطرابات الكلام عند بعض الطلاب، وصعوبة تركيب الجملة بشكل سليم.

في النهاية لابد أن أشير إلى أن الأسبوع التهيدي عن بعد يسهم في تكوين صورة إيجابية في أذهان الطلاب اتجاه المدرسة، وتساعدهم على اكتساب خبرات مدرسية مبكرة تسرع بعملية التكيف المدرسي، إضافة إلى أنه يساعد المعلمين والمعلمات على اكتشاف الخصائص الفردية والنفسية لجميع الطلاب والطالبات وميولهم ورغباتهم وسلوكياتهم، مما يسهل انخراطهم في البيئة الجديدة.

كما أن التكيف مع البيئة الجديدة يحتاج بلا شك؛ إلى برامج خاصة لتأقلم الطفل مع المعلمين والمعلمات، ومع أقرانه الطلاب، لذا كانت فكرة الأسبوع التمهيدي عن بعد في ظل جائحة كورونا؛ خير معين وخير برنامج، لذلك شرعت الكثير من المدارس الإبتدائية لتنفيذ فكرة الأسبوع التمهيدي عن بعد، متزامنة مع بداية العام الدراسي، وذلك لعلمهم الكافي بمدى ضرورته، وكيف سيسهم حتما في نجاح كافة الأسس والمعايير التي تبنتها فكرة الأسبوع التمهيدي، من غرس قيم النجاح في أذهان الطلاب، وبناء الشغف اتجاه المدرسة، وزرع الرغبة الأكيدة للتعلم وخلق علاقة جيدة بالبيئة المدرسية.

شاهد أيضاً

استراتيجية العصف الذهني

استراتيجية العصف الذهني: كيف تُعزِّز التفكير الإبداعي وتُحسّن التواصل في التعليم؟

استراتيجية العصف الذهني في التدريس هي عبارة عن تقنية تهدف إلى تحفيز التفكير الإبداعي وتعزيز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *