استراتيجية البطاقات الملونة: فوائدها وكيفية تطبيقها في الفصل

استراتيجية البطاقات الملونة هي إحدى استراتيجيات التعلم النشط. وتعتبر استراتيجية لا غنى عنها في الفصول الدراسية لمختلف المراحل الدراسية، ولشتى المواد الدراسية، بالنسبة للمراحل الدراسية الأولية. حيث يعتمد عليها معظم المعلمين والمعلمات الأكفاء في مختلف دول العالم، وذلك حتى يستطيعوا تفعيل دور الطالب في العملية التعليمية، وجعله محورا رئيسيا في الدروس، والحرص على جعل الطالب نفسه أن يقود دفة سفينة الحصة، إلى المرسى وهي محملة بشتى أنواع المعارف والمعلومات.

كما أن هنالك قيمة أخرى تقدمها لنا استراتيجية البطاقات الملونة؛ ولا يمكن الاستهانة بها بأي شكل من الأشكال، وهي فعاليتها الكبيرة في تقديم تغذية راجعة للمعلم؛ عن مدى فهم الطلاب للشرح الذي يقدمه لهم أثناء الحصة. وما إن كانت واضحة ومفهومة بشكل كاف؛ أم يحتاج إلى بذل المزيد من العطاء؛ وتغيير أساليبه التي قد تساعد في إزالة بعض اللبس والغموض.

مفهوم استراتيجية البطاقات الملونة

إذا ما أردنا توضيح مفهوم البطاقات الملونة؛ هي استراتيجية مبسطة ومبدعة، يقوم فيه المعلم بتقسيم طلاب الفصل إلى مجموعات صغيرة، وبعد أن ينتهي من عملية التقسيم المعقولة والمناسبة، يقوم بإحضار بطاقات ملونة، ومن ثم يشرع في تحضير أسئلة الدرس.

حيث يتكب الأسئلة على هذه البطاقات الملونة. بعد ذلك يقوم بتوزيعها على طلاب الفصل، الذين تم تقسيمهم على هيأة مجموعات ملائمة تم مراعاة اختلاف الذكاء والمهارات والمعارف فيما بينهم.

في الخطوة التالية؛ يقوم المعلم بشرح الاستراتيجية على طلاب الفصل بطريقة واضحة ومبسطة، وذلك حتى يضمن أنهم قد استوعبوها بشكل جيد، ويمكنهم تطبيقها بفعالية حتى يحققوا أقصى فائدة ممكنة من الدرس.

كيفية تطبيق استراتيجية البطاقات الملونة في الفصل

  • في البداية، وقبل كل شيء يقوم المعلم بتقسيم طلاب الفصل إلى مجموعات صغيرة ومناسبة، مراعيا فيها تكافؤ المجموعات من حيث الذكاء والتركيز وسرعة الاستيعاب والفهم، وغيرها من النقاط المهمة التي ينبغي أن يضعها المعلم نصب عينيه.
  • يمكن للمعلم أن يقسم طلاب كل مجموعة إلى خمسة أفراد. وذلك في حال كان عدد الطلاب ملائما. أما إن كانوا أقل أو أكثر بكثير من المعقول، يمكنه أن يقوم بالتقسيم المناسب، الذي يراعي اشتمال جميع الطلاب.
  • على المعلم أن يقوم بتخصيص لون محدد لكل مجموعة من المجموعات. حيث ينبغي عليه أن يحرص أن يكون لون كل بطاقة مجموعة، مختلفة عن ألوان بطاقات المجموعات الأخرى.
  • بعد ذلك يشرع المعلم في تحضير البطاقات الخاصة بالأسئلة. حيث تحتوي كل بطاقة على سؤالين مثلا.
  • يقوم المعلم بتوزيع البطاقات الملونة، على كل مجموعة. مخصصا لكل مجموعة لونا محددا. ومن ثم يطلب منهم العمل معا كمجموعة، ويحثهم على التفاعل مع بعضهم البعض، وبعد ذلك يطلب منهم أن يتشاركوا جميعا في الإجابة على الأسئلة المطروحة.
  • في كل مجموعة من المجموعات التي تم تقسيمها، يقوم الطالب الأول بقراءة السؤال المكتوب أمامه على البطاقة، ومن ثم يقوم طالب آخر، ويحرص على توجيه السؤال الموجود على البطاقة لزملائه، ويقوموا بعملية المناقشة والمفاكرة، ومن ثم يقوموا بالإجابة على السؤال المطروح. وينبغي أن يكون صوتهما مسموعا ما أمكن، حتى تعم الفائدة لجميع المجموعات.
  • يمكن للمعلم أن يسمح للطلاب باستمرار تنفيذ استراتيجية البطاقات الملونة حتى مقرب نهاية زمن الحصة حتى يضمن إشراك جميع الطلاب.
  • أخيرا، يقوم المعلم بتشجيع طلابه ويحفزهم، ومن ثم يقوم بتصيح بعض الأخطاء في حال وجدت، أو توضيح بعض المعلومات التي لم تكن واضحة كفاية، حتى يضمن وصول المعلومات ورسوخها بصورة جيدة في أذهان الطلاب قاطبة.

ما هي فوائد ومميزات استراتيجية البطاقات الملونة؟

  • نظرا للتقسيم المنطقي للمجموعات، تعمل هذه الاستراتيجية على تنمية روح العمل الجماعي بين الطلاب، وتنمية مهارة التفكير الإبداعي والتحليل المنطقي.
  • تعمل على تنمية ثقة الطالب بنفسه؛ وذلك من خلال تفاعله، ومشاركته، ومن خلال الدور الذي يلعبه في مجموعته. كذلك تنمي مقدرة الطالب على التعبير بوضوح عن جميع أفكاره، ومشاركة هذه الأفكار والمعلومات مع أفراد مجموعته ومع المعلم.
  • نظرا لبساطة الاستراتيجية واستنادها على أساليب المتعة والتسلية، فإنها تعطي الدافعية الكبيرة للطلاب؛ ليستمروا في الاجتهاد وتحقيق النجاح.
  • تقوم بتعزيز روح المبادرة والشجاعة الأدبية للطلاب، وذلك من خلال الدور الذي يمثله كل فرد من أفراد المجموعة وقيامه بالمشاركة والتفاعل.
  • تساعد الطالب أن يعرف نقاط قوته وضعفه. وذلك من خلال التفاعل الذي يحدث بين أفراد كل مجموعة. ويمكنه أن يعرف الخلل في إجاباته، وتصويب الأخطاء.
  • تحفز الطلاب على الاجتهاد وبذل المزيد من الطاقات والعطاء، وذلك حتى يكونوا في مستوى أفراد مجموعتهم.
  • تنمي مهارة الخطابة واللباقة عند الطلاب. وتجعلهم قادرين على التعبير عن أفكارهم بوضوح وشجاعة وثقة.
  • يتحول الطلاب في استراتيجية البطاقات الملونة؛ من مجرد طالب مستمع، إلى طالب مشارك في العملية التعليمية.

في النهاية، ينبغي أن أشير إلى أن تطبيق استراتيجيات التعلم النشط، ومن ضمنها استراتيجية البطاقات الملونة؛ تحتاج بعض الوقت والجهد، حتى تظهر ثمرتها ونتائجها على الطلاب.
ويختلف هذا الوقت باختلاف حجم الجهد المبذول من قبل المعلم وطلابه، كذلك الدور الذي يلعبه المعلم في شرح هذه الأساليب، وتوضيحها للطلاب، بما يضمن تفاعلهم ومشاركتهم، وإحداث تغيير حقيقي على مستوى وعيهم، وعلى مستوى نشاطهم وتعاونهم داخل الفصل.

كذلك ينبغي للمعلم طرح الأسئلة غير التقليدية، التي تساعد طلابه على التأمل والتفكير، كذلك التي تحثهم على استخدام جميع معارفهم المختلفة، ومهاراتهم المتباينة في الوصول إلى نتائج مرضية ومبهرة.

شاهد أيضاً

استراتيجية العصف الذهني

استراتيجية العصف الذهني: كيف تُعزِّز التفكير الإبداعي وتُحسّن التواصل في التعليم؟

استراتيجية العصف الذهني في التدريس هي عبارة عن تقنية تهدف إلى تحفيز التفكير الإبداعي وتعزيز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *