استراتيجية النصف الآخر
استراتيجية النصف الآخر

استراتيجية النصف الآخر – ماهي؟ كيفية تطبيقها مع نماذج لها

استراتيجية النصف الآخر هي احدى استراتيجيات التعلم النشط التي تقوم على خلق جو حركي داخل الصف بهدف التخلص من عامل الملل وجعل عملية التعلم أكثر متعة وتشويقا بالنسبة للطلاب، كما تساعد استراتيجيات التعلم النشط في تشجيع جميع الطلاب على المشاركة داخل الصف بما فيهم الطلاب الذين يجدون صعوبة في التحدث أمام بقية زملائهم، فتدفع عملية التعلم النشط بهؤلاء الطلاب إلى التواصل مع زملائهم والعمل ضمن فريق وتنمية روح التعاون وبالتالي خلق علاقات اجتماعية جيدة مع صفهم وكسر الحاجز الجليدي بينهم، هذا بالإضافة لإضفاء جو من المرح وحب التعلم وزيادة اقبال الطلاب ورغبتهم في تلقي المعلومات واكتسابها.

لماذا استراتيجية النصف الآخر

خلال السنوات الأخيرة أقبل المعلمون على تطبيق هذه الاستراتيجيات وعلى استخدامها مع الطلاب داخل الصف بشكل كبير؛ وذلك لما تميزت به من خصائص جعلت من عملية التعلم أكثر سهولة وفائدة وأقل استهلاكا للوقت والجهد.

وقد اختلفت وتنوعت استراتيجيات التعلم النشط بحسب المرحلة العمرية للمتعلمين وبحسب المادة التعليمية والأهداف والمهارات التي يسعى المعلم لمساعدة طلابه على اكتسابها والتمكن منها، وتعتبر استراتيجية النصف الآخر احدى استراتيجيات التعلم النشط المهمة والتي يفضلها كل من المعلمين والطلاب خاصة في المراحل التعليمية المبكرة،
وفي المقال التالي سنتعرف بالتفصيل على هذه الاستراتيجية ومميزاتها وأساليبها وطرق تطبيقها..

تطبيق استراتيجية النصف والنصف الآخر

في هذه الاستراتيجية يقوم المعلم بتجهيز بطاقات بعدد طلاب الصف، يحمل نصف هذه البطاقات أسئلة بينما يتضمن النصف الآخر اجابات هذه الأسئلة.

يقوم المعلم بتوزيع هذه البطاقات على طلاب الصف بصورة عشوائية ثم ينظم جميع الطلاب في شكل دائري موضحا لهم خطوات الاستراتيجية ليكون على كل طالب أن يجد نصفه الآخر وهو حامل البطاقة التي تحتوي إجابة سؤاله.

بعد عثور الطالب على نصفه الآخر يتوجه الطالبان للوقوف في زاوية أخرى حتى ينتهي بقية الطلاب من عملية البحث، ومن ثم مناقشة الاجابات التي توصلوا إليها تحت إشراف المعلم وتقييمه لأداء الطلاب.

لتطبيق هذه الاستراتيجية يجب على المعلم مراعاة وجود مساحة مناسبة تسمح بحركة الطلاب بحرية، إضافة للبطاقات التي يجب أن تكفي جميع طلاب الصف حتى يتمكن الجميع من المشاركة.

نماذج لتطبيق استراتيجية النصف الآخر

يمكن تطبيق استراتيجية النصف الآخر بطرق عديدة وأساليب متنوعة تختلف مع اختلاف المراحل العمرية والمواد التعليمية،
فكلما تقدم المتعلم في العمر وتدرج خلال المستويات الدراسية كلما ازدادت صعوبة النظرية وتعقدت، وفيما يلي أمثلة لاستخدام نظرية النصف الآخر:

  • في مراحل التعليم قبل المدرسي ورياض الأطفال يمكن تصميم البطاقات بحيث تحتوي على صور لحيوانات أو شخصيات كرتونية،
    وجعل الأطفال يجمعون بين الصور المتشابهة.
  • أو تصميم صورة على إحدى البطاقات وعلى الأخرى كتابة اسم الشكل على الصورة أو كتابة معلومة تتعلق بالصورة المعينة.
  • يمكن كذلك تطبيق النظرية في مراحل تعليمية متقدمة كالمرحلة المتوسطة والثانوية،
    ففي مادة العلوم مثلا يمكن تصميم البطاقات بحيث يتضمن نصفها مصطلحات علمية وفي النصف الآخر يكتب ما يدل على هذا المصطلح كتعريفه مثلا،
    ليقوم الطلاب بالتوصل إلى البطاقات التي تمثل معلومة متكامله.
  • تطبق هذه الاستراتيجية أيضا في دروس التاريخ والجغرافيا لتسهيل حفظ الطلاب للمعلومات التاريخية والجغرافية وتفاصيلها،
    كأن يقوم المعلم بتوزيع بطاقات يحتوي نصفها على تاريخ محدد ونصفها الآخر يتضمن الحدث التاريخي أو القصة التي ارتبطت بهذا التاريخ،
  • أو كتابة أسماء الملوك والحكام الذين حكموا خلال هذه الفترات التاريخية ليقوم الطلاب بإيجاد نصف المعلومة المناسب،
  • أو طباعة صور لمحاصيل أو تضاريس جغرافية على نصف البطاقات وعلى النصف الآخر كتابة أسماء القارات أو الدول أو المدن التي تتميز بهذه الخصائص.

تقوم عملية التعلم النشط على مبدأ مشاركة وتفاعل الطلاب سواء كانت مشاركة لفظية أو لغوية أو حركية، ليكون المتعلم بذلك أساس العملية التعليمية ويرتقي من كونه مجرد متلقي للمعلومات. وعلى اختلاف استراتيجيات التعلم يظل محتوى المادة التعليمية ومستوى الطالب والهدف من الحصة أهم ما يحدد نوع الاستراتيجية المناسبة.

شاهد أيضاً

استراتيجية العصف الذهني

استراتيجية العصف الذهني: كيف تُعزِّز التفكير الإبداعي وتُحسّن التواصل في التعليم؟

استراتيجية العصف الذهني في التدريس هي عبارة عن تقنية تهدف إلى تحفيز التفكير الإبداعي وتعزيز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *