التعليم المتمايز
التعليم المتمايز

التعليم المتمايز: ماهو التعليم المتمايز، المجالات والعناصر، والفرق بينه والتعليم التقليدي

التعليم المتمايز – منذ وقت طويل، وعلى نطاق واسع، جرت المناقشة حول شكل التعليم المتمايز في الممارسة العلمية، وكيف يمكن تقييم فعاليته، ومدى جدارته، وما يمكن أن يمنحه للطلاب على جميع الأصعدة المتعلقة بمسيرته التعليمية. وهو في الأساس مبني على مبدأ واضح ودقيق، حيث يطلب من المعلمين معرفة طلابهم جيدا؛ حتى يتمكنوا من تزويد كل منهم بالخبرات والمهام التي من شأنها تحسين العملية التعليمية. إذن ماهو التعليم المتمايز؟

ما هو التعليم المتمايز؟

هو تعليم يهدف الى رفع مستوى جميع الطلاب، وليس الطلاب الذين لديهم عثرات بالتحصيل الأكاديمي. إنه مفهوم يأخذ بعين الاعتبار خصائص الفرد، وخبراته السابقة، كما أن هدفه الرئيسي وغايته الأسمى هو زيادة امكانيات وقدرات الطلاب.

في التعليم المتمايز، يقوم المعلمون بتحديد أطر واضحة لمنهجهم الدراسي، بما يلائم ويناسب أنماط الطلاب، مع الوضع في الحسبان إختلاف أطيافهم وتباينهم في الكثير من التفاصيل. وما لا شك فيه، أن جميع الطلاب لديهم نفس الهدف التعليمي، وشغف التطور والوصول إلى أقصى قمم التفوق والنجاح. لكن نهج التدريس يختلف باختلاف الطريقة التي يفضل الطلاب التعلم بها. وبدلا من استخدام نهج تعليمي واحد ويعمم على جميع الطلاب، يستخدم المعلم في التعليم المتمايز مجموعة متنوعة من الأساليب، بحيث يمكن أن يشمل ذلك تعليم الطلاب في مجموعات صغيرة أو في جلسات فردية.

وبصفتي معلم، وخلال سنوات مسيرتي التعليمية، قد لاحظت أن في كل فصل دراسي، يوجد طلاب لديهم أساليب تعلم مختلفة كليا عن الآخرين. حيث يتعلم البعض بشكل أفضل من خلال القراءة والكتابة. وبعضهم الآخر يفضل مشاهدة مقطع فيديو أو الاستماع إلى تسجيل صوتي، وآخرون تظهر مقدراتهم عند مشاركتهم في الأنشطة المباشرة خلال المحاضرة.

ومن هنا نستطيع أن ندرك بأن الطلاب لديهم خيارات متعددة لاستيعاب المعلومات وفهم الأفكار، والتعبير عما تعلموه بطريقة مختلفة عن الآخرين، وتكون مفيدة ومثمرة للحد البعيد بالنسبة له.

مجالات وعناصر التعليم المتمايز

التعليم المتمايز مجالاته كثيرة، ومتشعبة، وقابلة للتطوير بين كل معلم وآخر، لكن بشكل عام، يمكن أن يضع المعلم أهدافا متمايزة للطلاب؛ حيث يقوم بتحديد أهداف معرفية لدى بعض الطلاب، وتحديد أهداف تحليلية لدى آخرين؛ وفي هذا مراعاة للفروق الفردية حسب مستوياتهم العقلية والنفسية والبيئية.

كما يمكن أن يكون التعليم المتمايز في مجال الأساليبب: حيث يمكن أن يوكل المعلم بعض الطلاب بمهام واضحة ومحددة، كأن يقوموا بدراسات ذاتية وحل عقبات مجتمعية عبر تمارين الكتابة والقصص، في حين يكلف طلاب آخرين بأعمال يدوية و آخرين بمناقشات ذات أطر واضحة.

مجال العمل الجماعي: حيث يتعاون الطلاب في ثنائيات ومجموعات صغيرة تتغير عضويتها حسب الحاجة. كما أن التعلم في مجموعات يُمكّن الطلاب من الانخراط في مناقشات هادفة ومساعدتهم على التعلم من بعضهم البعض.

مجال حل المشكلة: التركيز في الفصول الدراسية على القضايا والمفاهيم العامة. بحيث يشجع هذا جميع الطلاب على استكشاف الأفكار الكبيرة، وتوسيع استيعابهم للمفاهيم.

الفرق بين التعليم المتمايز والتقليدي

وفقا لتجربتي في حقل التعليم، وقبلها خلال مسيرتي التعليمية، كان التعليم التقليدي يتمركز حول قيام المعلم بتحديد هدفا واحدا فقط، ومن ثم يقوم بتكليف الطلاب جميعا ليحققوا ذات النتائج والحلول، بنهج واحد وطريق محدد الأطر والسمات.

أما في التعليم المتمايز فإن المعلم يراعي الفوارق الفردية بين طلابه، ويحدد لهم هدفا معينا، لكن يقبل منهم نتائج مختلفة، كلا حسب نهجه التعليمي، وطريقته في استخدام المنطق والتحليل.

وهنا يمكننا أن ندرك مدى الفوارق بين الطريقتين، ففي حالة التعليم المتمايز يراعي مقدرات وامكانيات الطلاب، لأنه ليس من المنطق أن يستطيع جميع الطلاب الوصول الى نفس النتائج والمخرجات، لأنهم ببساطة متفاوتون في قدراتهم.

ومن هنا تتجسم لنا مدى أهمية وضرورة تطبيق التعليم المتمايز؛ الذي له عدة مميزات أهمها أنه يراعي أنماط تعلم التلاميذ المختلفة؛ من أنماط سمعية، حركية، وحسية وغيرها. كما أنه يراعي ويتفهم ميول الطلاب واتجاهاتهم المتباينة. أيضا يُنمي الحس الإبداعي والمنطقي، ويحفز الطلاب على الإبتكار والتجديد.

إضفاء الطابع الفردي، مما يسمح لمعلم المادة بتقسيم الدروس إلى خطوات أصغر، ويسمح للطلاب بإتقان هذه الخطوات في خطوات مختلفة ومتباينة، مع الحصول على المزيد من المساعدة في الموضوعات التي يثبت أنها صعبة. كل هذه التفاصيل تكون كفيلة برفع مستوى التحدي عند التلاميذ للتعلم، وتحفيزهم لبذل المزيد من الجهد، وتشجيعهم المتواصل لتلقي المعلومة عبر الوسيلة المفضلة بالنسبة له.

ختاما، ينبغي لنا كمعلمين أن نتفهم تفاصيل الطلاب المختلفة، وذلك بما يخدم المسيرة التعليمية للطالب، ومنحه أكثر الوسائل المناسبة والملائمة لشخصيته ولمقدارته، وذلك بعد الغوص والتحليل والتجريب المستمر من طرف المعلم، بالطريقة التي توضح وتجسم له أكثر الوسائل التعليمية فعالية لكل طالب بشكل منفصل.

شاهد أيضاً

استراتيجية العصف الذهني

استراتيجية العصف الذهني: كيف تُعزِّز التفكير الإبداعي وتُحسّن التواصل في التعليم؟

استراتيجية العصف الذهني في التدريس هي عبارة عن تقنية تهدف إلى تحفيز التفكير الإبداعي وتعزيز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *