استراتيجية القفل والمفتاح
استراتيجية القفل والمفتاح

استراتيجية القفل والمفتاح: ماهي؟ أهدافها، وكيفية تطبيق الاستراتيجية داخل الفصل

إن الغاية التي يسعى لها المعلم؛ والباحث المجتهد؛ الذي ينفق جل وقته في كتابة أبحاث تصب في مصلحة الطلاب، وتطوير أساليب التدريس؛ وغيرهم ممن يعملون في مجال التربية والتعليم؛ نجد أن أدوارهم بارزة؛ والوقت الذي ينفقونه في سبيل الدفع بالعملية التعليمية وقت ثمين ومعتبر؛ وذو قيمة لا تضاهى. وكثمرة جهد وتفكير لهؤلاء الأشخاص، تحصلنا منذ القدم على إستراتيجية جيدة للغاية، ولها دور كبير في التحصيل العام للطلاب؛ وهي إستراتيجية القفل والمفتاح. حيث ثبتت فعالية هذه الإستراتيجية في العملية التعليمية؛ وأثرها على أداء الطلاب؛ وأصبحت محط تقدير واهتمام من قبل المعلمين الأكفاء.

تعتبر إستراتيجية القفل والمفتاح واحدة من إستراتيجيات التعلم النشط؛ التي ثبتت قيمتها ومكانتها عبر التجربة على الطلاب. وليس فقط طلاب مرحلة بعينهم؛ وإنما على جميع المراحل. حيث يتم تطبيق الإستراتيجية أثناء زمن الحصة بكل سهولة ويسر، وبلا شك ستجد الطلاب منجذبين وفي كامل حضورهم، كما ستلاحظ كمعلم حجم الحماس الذي يخفق في قلوبهم؛ للمشاركة والتفاعل مع الأسئلة التي تطرحها لهم.

وكما تعرف عزيزي القارئ، مدى القيمة الكبيرة التي يمكن تحقيقها من كل الإستراتيجيات والأساليب التعليمية التي تجعل الطالب محور الدرس، وأن لا يكون مجرد مستمع ومتلقي، وإنما يكون هو الركيزة الأساسية التي يبنى عليها الدرس، وهو الذي يقوم بكل شيء. فعبر الأبحاث والتجارب ثبتت قيمة وفعالية هذه الأساليب الحديثة؛ التي ضربت بالوسائل التقليدية عرض الحائط. ونقل الطالب من مرحلة الإستماع فقط إلى مرحلة المشاركة والتفاعل؛ وتعتبر إستراتيجية القفل والمفتاح واحدة من هذه الإستراتيجيات التي تجعل الطالب محور الدرس بشكل كامل.

ما هي إستراتيجية القفل والمفتاح؟

إن إستراتيجية القفل والمفتاح واحدة من أهم إستراتيجيات التعلم النشط، التي تهدف إلى تنويع العملية التعليمية، وتنويع المصادر والمحتوى، بما يحقق الغاية الكبرى التي تتمثل في تطوير الطالب على المستوى الشخصي، وعلى المستوى الأكاديمي، وبناء قدراته التي عبرها سيحقق النجاح والتفوق. حيث تعتمد إستراتيجية القفل والمفتاح على المعلم بدرجة كبيرة، والذي يقوم بتصميم مجموعة مجسمات وأشكال من أقفال ومفاتيح.

من ثم يقوم المعلم بتحضير الأسئلة المهمة التي تغطي الدرس ومن شأنها مساعدة الطلاب وتحفيزهم، على فهم واستعياب الحصة. بعد ذلك يقوم المعلم بكتابة هذه الأسئلة على الأقفال، وكتابة الإجابات على المفاتيح.

كيفية تطبيق استراتيجية القفل والمفتاح في الفصل؟

في خطوات بسيطة سنوضح لك عزيزي القارئ كيف تُنفذ هذه الإستراتيجية في الفصل:

  • فى البداية يقوم المعلم بتقسيم طلاب الفصل إلى مجموعات متساوية، ويراعي فيها التنوع من حيث التفاعل والمشاركة ومن حيث المستوى العام للطلاب.
  • يقوم المعلم بتصميم مجموعة من المجسمات على شكل أقفال ومفاتيح، بحيث يكتب المعلم الأسئلة على الأقفال والإجابات على المفاتيح، مع الأخذ في الاعتبار أن يكون عدد الأقفال مساويا لعدد المفاتيح.
  • بعد ذلك يقوم المعلم بتثبيت الأقفال على السبورة، و بعثرة المفاتيح على الطاولة المخصصة له في الفصل.
  • يختار المعلم طالب من كل مجموعة، وذلك بطريقة الرؤوس المرقمة، أو المشاركة بالتفاعل الفردي، أو بطريقة الترشيح لطالب معين من قبل المجموعة ليمثلهم. بعد ذلك يطلب المعلم من هذا الطالب اختيار قفل من الأقفال المثبتة على السبورة.
  • ومن ثم يقوم الطالب بالبحث عن إجابة السؤال بين المفاتيح المبعثرة على الطاولة المخصصة، و فى حال تمكن من الحصول على الإجابة الصحيحة؛ يأخذ الطالب المفتاح ويضعه في ميدالية مجموعته الخاصة.
  • فى نهاية الحصة، يقوم المعلم بعد وحساب المفاتيح فى كل مجموعة، وذلك لاختيار المجموعة الفائزة بأكبر عدد من الإجابات الصحيحة.

ما هي أهداف إستراتيجية القفل والمفتاح؟

كما ذكرت سابقا، تُعتبر هذه الإستراتيجية واحدة من أهم وأنجح الأساليب المعتمدة في التعليم الحديث. وعلى الرغم من أنها إستراتيجية قديمة بشكل ما، لكنها في ذات الوقت؛ وبشهادة جميع العاملين بالحقل الأكاديمي؛ قد استطاعت أن تحجز مكانتها وأن تثبت جدارتها، وأن تعكس مدى فعاليتها وقيمتها على أداء الطلاب ورفع تحصيلهم العام.

ودون أدنى شك أن الثمرة المنتظرة من هذه الإستراتيجية كبيرة جدا، كما أن الأهداف المرجوة منها كثيرة للغاية، وعلى سبيل المثال لا الحصر إليك عزيزي القارئ بعض هذه الأهداف:

  • تهدف إستراتيجية القفل والمفتاح إلى تقديم محتويات تعليمية للطلاب بشكل مجسمات وأشكال، وهي مادة بصرية بامتياز، مما يساعد الطلاب بدرجة كبيرة على الاستيعاب والفهم، كذلك تقدم لهم محتوى الدرس في قالب شيق ويسهل عبره الفهم وتحصيل المعرفة والفائدة.
  • تنمي هذه الإستراتيجية ثقة الطلاب بأنفسهم بشكل ملحوظ وخلال فترة وجيزة.
  • ترمي هذه الإستراتيجية إلى رفع مستوى ذكاء الطلاب عبر طرق التحفيز والتفكير المتبعة.
  • نظرا للفوارق العقلية والمعرفية بين طلاب المجموعة الواحدة، فإن العمل معا كفريق واحد، والتفكير والتفاعل مع بعضهم البعض، كفيل بتبادل ونقل المعرفة، وتنمية مهارات العمل ضمن فريق.
  • تكون هذه الإستراتيجية فعالة ومفيدة لأصحاب المستوى المتدني، وأصحاب التحصيل الأكاديمي المتواضع، حيث يقوم المعلم باختيار قفل سهل وتحفيز هؤلاء الطلاب للمشاركة والإجابة. وعندما يتمكن من الإجابة بشكل صحيح ستزداد ثقته بنفسه، وسيكون في غاية السعادة، وسيجتهد أكثر حتى تتثنى له المشاركة، وتقديم إجابات صحيحة بشكل دائم في مقبل الحصص.
  • تهدف إستراتيجية القفل والمفتاح إلى تنويع أساليب وطرق التدريس بما يضمن تحقيق الفائدة لجميع الطلاب.

في النهاية؛ لا بد أن أشير إلى أن الطلاب مختلفون في الذكاء، وفي سرعة البديهة، وفي التركيز والفهم، وفي عدة أشياء أخرى. وهذا شيء منطقي وطبيعي ولا ينبغي أن تقلق حياله كمعلم. لكن ما ينبغي أن تقلق حياله هو الطريقة التي ستتبعها، والأسلوب الذي ستنتهجه؛ حتى تحقق الفائدة وتوصل مفهوم الدرس لجميع الطلاب في ذات الوقت. وهنا ينبغي عليك كمعلم أن تنوع في الأساليب والطرق، وأن تكون مواكبا ومطلعا، وأن تدخل في فصلك ما أمكن أساليب التعلم النشط، لأنها أساليب قد ثبتت فعاليتها على جميع الطلاب.

 وبلا شك مع المزيد من التجريب والتنويع في استخدام إستراتيجيات التعلم النشط، ومن ضمنها إستراتيجية القفل والمفتاح، ستجد أن بعض الطلاب الذين كان أدائهم متواضعا؛ قد أحرزوا بعض التقدم، كما ستلاحظ مدى حماسهم وشغفهم للمشاركة حصة إثر حصة. لذا لابد أن يكون هنالك تنويعا في الأساليب المتبعة، ومحاولة التغيير وكسر الطرق التقليدية التي قد لا تكون ناجعة حيال بعض الطلاب متواضعي الأداء.

في هذا الفيديو تشرح الاستاذة أمل بنت حصة على قناتها باليوتيوب: استراتيجية القفل والمفتاح:

شاهد أيضاً

استراتيجية العصف الذهني

استراتيجية العصف الذهني: كيف تُعزِّز التفكير الإبداعي وتُحسّن التواصل في التعليم؟

استراتيجية العصف الذهني في التدريس هي عبارة عن تقنية تهدف إلى تحفيز التفكير الإبداعي وتعزيز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *