استراتيجيات مبتكرة في التعلم النشط
استراتيجيات مبتكرة في التعلم النشط

أهم 10 استراتيجيات مبتكرة في التعلم النشط لزيادة مستوى تحصيل الطلاب بالمدرسة

إن المتأمل في حال مدارسنا اليوم؛ سيعرف مدى الملل والرتابة التي تطوق حياة الطلاب في كافة المراحل الدراسية. وبصفتي معلم فإنني كنت ولا زلت دائم البحث والتفكير بإدخال إستراتيجيات التعلم النشط، وتنفيذ أفكار جديدة وتجربتها على طلابي. لأن الطُرق التقليدية ما عادت لائقة على جميع الطلاب. وبالرغم من كونها مناسبة لفئة، إلا أنها لا يمكن أن تعمم على جميع الطلاب. فكان اللجوء إلى البحث المضني؛ ومحاولة الخروج من نطاق المألوف؛ إلى نطاق الحداثة؛ وتطبيق الأفكار والإستراتيجيات التي تنتهجها المدارس المتقدمة؛ والتي ثبتت فعاليتها وجدوتها وباتت تؤتي أكلها وثمارها.

الجدير بالذكر أيضا أنه مهما اختلفت الإستراتيجيات وتنوعت، فإنه توجد نقاط مشتركة بينها، كذلك الكثير من التقاطعات، وينبغي مُراعاتها وأخذها بعين الاعتبار. لذلك لا بد أن يحدث نوع من التغيير، ونوع من إلقاء حجارة الحداثة على بركة التقليدية الراكدة، وأهمها الطريقة التي يتلقى بها الطالب للمعلومات والمفاهيم. فمن غير الممكن أن يعتمد على الدوام على التلقي من المعلم بدون المشاركة والتفاعل. كما ينبغي لنا كمعلمين الاعتماد على أساليب التعلم النشط من خلال المناقشة مع الطالب، وجعلهم محور الدرس؛ ومحور المشاركة والتفاعل. والحرص على عدم الاعتماد على حفظ المعلومة كما هي؛ بدون أي إعطاء ملاحظات.

تعريف التعلم النشط

التعلم النشط ببساطة هو إدخال واعتماد أساليب جديدة؛ لتناقل المعلومات ما بين الطالب والمعلم. هذه الأساليب من شأنها أن تكون أكثر فعالية وجودة في ترسيخ المعلومات؛ وتحقيق الفائدة الأكبر من العملية التعليمية. حيث يجتهد المعلم لاكتساب المزيد من المهارات؛ واكتشاف الأساليب التي ينتهجها المعلمون الأكفاء على مستوى العالم؛ والتي تساعدهم بشكل كبير في عملية التعلم وتوصيل المعلومات بكفاءة عالية.

الشيء الآخر أن المعلم في التعلم النشط يعتمد على المناقشة مع طلابه حول معلومات الدرس، مع حرصه التام على أن يبتعد عن أساليب التلقين وإعطاء معلومات جاهزة وسكبها في أدمغة الطلاب. ويكون هدف المعلم الأساسي في عملية التعليم النشط؛ هو خلق جو من التعاون والمنافسة بين طلاب الفصل الواحد، بما يضمن تناقل المعلومات بفعالية، وترسيخ الدروس، كذلك تنمية مهارات الطلاب؛ وصقل مواهبهم؛ وإعطاء مساحة كبيرة للطلاب ليكونوا هم محور الدرس، وليسوا مجرد أوعية تنتظر المعلم ليسكب فيهم معلومات جاهزة لا تحتاج إلى التفكير الإبداعي والتفاعل النشط.

مزايا التعلم النشط

  • يعمل على زيادة ثقة الطالب بنفسه، وذلك نظرا لحجم الحوار والمناقشة التي تتم في عملية التعلم النشط، بدلا عن تلقي المعلومة بشكل جاهز.
  • يعمل على دمج فئات مختلفة من الطلاب الذين لديهم معارف ومهارات متباينة، ومحاولة خلق بيئة مناسبة لتبادل وتشارك هذه المهارات والمعارف، بما يضمن الفائدة لجميع الطلاب.
  • يزيد من قابلية الطالب للتعليم، وذلك نظرا لأن الطالب يصبح محورا رئيسيا في عملية التعلم.
  • يزيد من ثقة الطالب بنفسه، ويحفزه على بذل المزيد من الجهد.
  • يوفر التعلم النشط المناخ المناسب لبث روح المنافسة بين الطلاب.
  • يخلق بيئة مريحة لعمل الطلاب، وتشجيعهم كي يكونوا هم محور التفكير والبحث عن المعلومة.
  • يزيد التعلم النشط من فرص الحوار والنقاش والتفاعل الجاد حول الدروس؛ بين الطلاب أنفسهم وبين الطلاب ومعلمهم، مما يثمر وينتج فوائد لا حصر لها على المستوي الشخصي؛ وعلى مستوى التحصيل الأكاديمي.

استراتيجيات مبتكرة في التعلم النشط

بشكل عام عزيزي القارئ؛ يمكننا التطرق إلى بعض إستراتيجيات التعلم النشط؛ التي من شأنها أن تكون فعالة للغاية ومثمرة جدا. سواء تم تنفيذها عبر الإنترنت أو في الفصول الدراسية. إليكم بعض هذه الإستراتيجيات:

إستراتيجية العصف الذهني

العصف الذهني، يقصد به وضع الذهن في حالة من الإثارة بغرض التفكير في كل الاحتمالات، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفكار والآراء حول مشكلة أو موضوع معين. وهذه الإستراتيجية مبدأها التفكير حول السؤال الذي يطرحه المعلم. كما أنها تحث الطالب على الإبداع، وتشجعه على استخراج كل الأفكار التي تطرق ذهنه؛ وعرضها للمعلم؛ من دون خجل أو خوف، كما تهدف هذه الإستراتيجية إلى إمكانية الوصول للحلول المتكاملة بطريقة بسيطة، وفعالة ومبتكرة في نفس الوقت.

إستراتيجية الكتابة السريعة

في هذه الإستراتيجية يتم طرح السؤال، ويطلب المعلم من طلابه الإجابة عليها عن طريق الكتابة، خلال زمن محدد ومتفق عليه.

 الجدير بالذكر أن هذه الطريقة سريعة ومثمرة؛ وتحث الطلاب على أن يظلوا مشاركين بأرائهم والدلو بأفكارهم وإجاباتهم طوال زمن الحصة. ومن هنا نلاحظ أن موضوع الدرس بات يرتكز على جميع الطلاب، وبلا شك هذه الإستراتيجية ستشجعهم على أداءهم العام خلال الفصل الدراسي.

إستراتيجية العمل الجماعي

تتمثل هذه الإستراتيجية في تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة، عدد أعضائها في الغالب يتفاوت بين أربعة أو خمسة أعضاء. هؤلاء الأعضاء يحدد لهم أهداف مشتركة، وعليهم التعاون فيما بينهم، وتبادل المعرفة واستغلال مهاراتهم، وكل هذا لأجل إنجاز المهمة المطلوبة منهم. وتهدف هذه الإستراتيجية إلى انتهاج أساليب التعلم النشط، والحث على تبادل الأفكار بين الطلاب بطريقة الحوار والمشاركة.

إستراتيجية الرؤوس المرقمة

هي واحدة من إستراتيجيات التعلم النشط، وسبق أن تحدثنا عنها في مقال سابق، وإستراتيجية الرؤوس المرقمة؛ في حقيقة الأمر هي شكل من أشكال التعاون الجماعي بين الطلاب، حيث يتم تقسيمهم إلى مجموعات، وكل مجموعة تتضمن حوالي أربعة أعضاء، ويحمل كل عضو من المجموعة رقما محددا. وبعد طرح السؤال يتعاون الطلاب فيما بينهم لإنجاز المهمة، وذلك بعد أن يختار المعلم رقما عشوائيا من كل مجموعة، بحيث يقوم فرد من أفراد المجموعة بتقديم الإجابة التي توصلت إليها مجموعته.

 وتتجلى قيمة هذه الإستراتيجية في خلق بيئة تعاونية للطلاب، كذلك محاولة الدفع بالمتعثرين دراسيا؛ وجعلهم ينخرطون مع المجموعة، ومحاولة المشاركة والتفاعل معهم.

إقرأ: ايجابيات وسلبيات إستراتيجية الرؤوس المرقمة ودور المعلم في تطبيقها

إستراتيجية حوض السمك

تعتبر إستراتيجية حوض السمك، واحدة من الإستراتيجيات المعتمدة في عملية التعلم النشط. حيث يتم وضع عدد أربعة أو خمسة كراسي في دائرة على هيأة حوض سمك، وتوضع بقية الكراسي خارج حوض السمك، لكن بشكل دائري أيضا.

ومن ثم يجلس عدد من الطلاب على كراسي حوض السمك، لمناقشة سؤال؛ أو لإنجاز مهمة، أو لحل معضلة معينة، وذلك خلال مدة تقارب عشرة دقائق. بينما يجلس بقية الطلاب خارج حوض السمك وينصتون للنقاش بتركيز تام؛  ويسجلون الملاحظات والنقاط المهمة. بعد ذلك تأتي المرحلة النهائية؛ حيث يوجه المعلم جميع طلابه للمناقشة، وتقويم وتصويب أفكار المجموعة التي كانت تجلس في كراسي حوض السمك.

إستراتيجية استدر وتحدث

في هذه الإستراتيجية يتم طرح السؤال على الفصل من قِبَل المعلم، بعد ذلك يلجأ الطالب ببساطة إلى الشخص المجاور له مباشرة، ويحدث نوع من المناقشة فيما بينهما حول السؤال المطروح.

ويحدد المعلم زمنا محددا لعملية المناقشة. بعد ذلك يتم منح كل شخص فرصته للتحدث وتقديم الفكرة أو الإجابة التي توصلا إليها معا. وهنا نلاحظ أن إستراتيجية استدر وتحدث هي وسيلة مريحة للطلاب لمشاركة أفكارهم مع الآخرين وتبادل المعارف والمعلومات فيما بينهم.

إستراتيجية التعلم بالاستقصاء

إن فكرة التعلم بالاستقصاء هي في الحقيقة مقدرة الطالب على التعلم الذاتي، وذلك بهدف تطوير قدرات الطالب الفكرية، واستنتاج عدد من الأفكار والرؤى الإبداعية، وتنمية وصقل مهارته البحثية والمنطقية والمعرفية. كما تعد هذه الإستراتيجية أكثر فاعلية من حيث إمكانية الوصول إلى النتائج وتحقيق الفائدة.

إستراتيجية تعليم الأقران

هي إستراتيجية مرنة ومتعددة الفوائد اعتمادا على عملية التعلم النشط، حيث يقوم الطلاب بتعليم المهارات أو شرح المفاهيم لزملائهم في الفصل.

كما أن إستراتيجية التعلم من الأقران تشمل الطلاب من مختلف الفئات والمهارات، حيث يقوم أحد الطلاب بإرشاد طالب آخر على المواد التي يكون فيها الطالب الأول متميزا والطالب الثاني مبتدئا. وهنا نلاحظ فعالية هذه الإستراتيجية التي تساعد على تعزيز المهارات والسلوكيات للطلاب، والعمل معا لتحقيق أقصى فائدة ممكنة.

إستراتيجية الاستجواب المتبادل

في هذه الإستراتيجية يتم استخدم الأسئلة المتبادلة لتشجيع الحوار المفتوح الذي يتولى فيه الطلاب دور المعلم؛ ويخلقون أسئلتهم الخاصة حول موضوع ما؛ أو الدرس أو حول سؤال معين.

 وبعد أن يتم تحديد واختيار موضوع أو طرح سؤال يتم تقسيم الطلاب إلى أزواج صغيرة، ومن ثم يطلب منهم مناقشة أفكارهم وإجاباتهم مع بقية الطلاب.

إستراتيجية الكرسي الساخن

هذه الطريقة تشبه في مفهومها كرسي الاعتراف. حيث تستند في مبدأها في أن يتم طرح الأسئلة على طالب معين، وذلك بهدف تنمية وصقل عدة مهارات؛ أهمها تبادل الأفكار والمعلومات. حيث يتم وضع المقاعد بشكل دائري ووضع الكرسي الساخن في مركز الفصل، ويتم بعدها طرح الأسئلة بعد تحديدها من قبل المعلم.

في النهاية لكي نصل إلى الغاية المُثلى من التعليم، ولتحقيق ثورة حقيقية على مستوى وعي الطلاب، ينبغي أن يكون هنالك نوعا من الصبر وعدم القلق والإنزعاج حيال التغيير الذي سيحدث بالنسبة للأساليب التقليدية وإحلال مكانها إستراتيجيات التعلم النشط، كذلك ينبغي للمعلم أن يكون دقيقا في الزمن عند تنفيذ هذه الإستراتيجيات خلال الحصة، حتى تشمل الفائدة جميع الطلاب؛ وفي نفس الوقت أن يكون لديه متسع من الوقت للتدخل؛ في حال وجب عليه توضيح بعض النقاط؛ وتغطية أماكن النقص. بعد ذلك حتما؛ ستؤتي هذه الإستراتيجيات بؤكُلها، وثمارها على مستوى تحصيل الطلاب وعلى مستوى الأداء العام .

شاهد أيضاً

استراتيجية العصف الذهني

استراتيجية العصف الذهني: كيف تُعزِّز التفكير الإبداعي وتُحسّن التواصل في التعليم؟

استراتيجية العصف الذهني في التدريس هي عبارة عن تقنية تهدف إلى تحفيز التفكير الإبداعي وتعزيز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *