اختبار البيرلز – ماهو؟ الأهداف، مع نماذج اختبار البيرلز

بشكل مباشر؛ يمكننا القول أن البيرلز PIRLS يعني الدراسة الدولية لقياس مدى تقدم القراءة في العالم. وفي الأساس اختبار البيرلز هو اختبار تقوم بإعداده منظمة IEA, وهي منظمة عالمية مستقلة, مقرها في هولندا. حيث تأسست منذ عدة سنوات خلت, وبالتحديد في العام 1958.

ويشارك تحت مظلتها معظم دول العالم. إذ أن الجهة المشرفة على الاختبارات الدولية؛ هي الهيئة الدولية لتقويم التحصيل التربوي.
أما محليا, وبالتحديد في المملكة العربية السعودية فإن الجهة المشرفة على اختبار البيرلز هي هيئة التعليم والتدريب_ المركز الوطني للقياس.

ما هو اختبار البيرلز؟

اختبار البيرلز هو اختبار تعده منظمة IEA الدولية, وتتمثل غايتها في أن تقف وتطمئن بمدى تقدم طلاب الصف الرابع, والتأكد من اكتسابهم مهارات القراءة على وجه الخصوص, بلغتهم الأم.

وإذا ما تسائلنا عزيزي القارئ, لماذا طلاب الصف الرابع بالذات؟.. بقليل من البحث والتحليل نجد أن هذه المرحلة هي بمثابة نقطة محورية هامة جدا في نمو الطفل, وبمثابة نقطة تحول جزرية في مسيرته التعليمية, من طفل كان يجد بعض الصعوبات في النقد والتحليل والفهم واستساغة النصوص, خصوصا في المراحل السابقة, إلى مرحلة النمو والتطور الحقيقي في اكتساب مهارة القراءة والنقد والتحليل.

وإذا ما نظرنا على النقطة الجوهرية التي يستند عليها اختبار البيرلز نجد أن الاختبار يعتمد بشكل كبير على التحليل النقدي وليس مجرد القراءة وتكرار المعلومات التي سبق تعلمها.

كذلك يستند اختبار البيرلز على أن تتأكد من الفهم العام بالنسبة لكافة نصوص القراءة المتنوعة, حتى يتم التحقق من حقيقة اكتساب كافة الطلاب للمعلومات التي تضمنتها النصوص, والمقدرة على استخدامها والاستفادة منها في الحياة اليومية, علاوة على اكتساب المهارات الأدبية وتذوق النصوص، وجمال اللغة الأم في التصوير والوصف، وبناء الحس الإبداعي والمعرفي. بالإضافة إلى الوقوف على مدى تقدمهم في اكتساب المفاهيم التي تعلموها خلال الدراسة, ومن ثم تشرع المنظمة في مقارنة النتائج بين كافة الدول المشاركة.

الجدير بالذكر أن اختبار البيرلز لا يمكن التقدم والتسجيل له بشكل فردي من قبل الطلاب أو من قبل المدارس, وإنما تقوم الهيئة المشرفة على اختبار البيرلز باختيار وترشيح المدارس. كذلك تتولى الهيئة مهمة التنسيق مع وزارة التعليم وذلك بهدف تقييم المدارس التي سبق ترشيحها والتأكد من مدى كفائتها وملائمتها. أيضا يتم الوقوف والتأكد من حقيقة استعداد المدارس للاختبار المزمع قيامه بين معظم دول العالم.

كما تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد رسوب أو نجاح في اختبار البيرلز. وهنا بكل تأكيد سيطرح عقلك عزيزي القارئ سؤالا مفاداه, كيف يتم استنباط نتائج الطلاب؟.. بكل بساطة اختبار البيرلز يعكس مدى تقدم التعليم في المملكة العربية السعودية مثلا, وذلك خلال الدرجات التي تحصل عليها الطلاب السعوديين الذين شاركوا في الاختبار. إذ يتم تحليل نتائجهم تحليلا دقيقا, من قبل الهيئة المشرفة على اختبار البيرلز. وعند نهاية الدورة تصدر تقارير مفصلة حول مستويات الطلاب في القراءة والكتابة. بعض هذه التقارير يتم نشرها بغرض نشر المعرفة وتسليط الضوء على نماذج بعينها, كما يتم إرسال البعض الآخر للدول المشاركة, وذلك بغرض الاستفادة منها وتحسين العملية التعليمية بالاستناد على كافة الملاحظات الجوهرية التي جرى تضمينها في التقرير.

إذن باختصار يكمن الهدف الجوهري لاختبار البيرلز في تطوير الأنظمة التعليمية في كافة دول العالم, وليس إقامة مقارنة ومنافسة فطيرة بين الطلاب ومدارسهم, وهنا نجد أن الغاية هي الدفع بالعملية التعليمية في كل الدول.

اهداف اختبار البيرلز

• من خلال اختبار البيرلز يتم معرفة بعض العوائق والعوامل المؤثرة في اكتساب المعلومات, ومحاولة تحديد مواضع الخلل وما إذا كانت بسبب ضعف المناهج, أم بسبب عدم تأهيل وتدريب المعلمين, أم بسبب غياب دور الأسرة في الرقابة والتشجيع والدعم.
• المقدرة على استيعاب وفهم اللغة الكتابية التي تؤهل الطالب إلى التعامل مع كافة الأنماط الكتابية. علاوة على تمكينهم من استنباط المعنى من مختلف النصوص المطروحة.
• من خلال الاختبار يتم التحصل على الكثير من المعلومات والنقاط التي تعكس مدى قدرات الطلاب المشاركين في القراءة والنقد والتحليل. وعبر هذه المعلومات الجوهرية يمكن وضع خطط واضحة تسهم بدفع العملية التعليمية في كل دولة.
• مما لا شك فيه أنه عبر استخدام مستخلص التقارير يمكن الوصول بكل بساطة إلى تحديد وترشيح وسائل تعليمية مجدية وحديثة و إدخال وسائل متطورة، يكون لها دور كبير في تحسين الأداء العام.
• تؤخذ بعين الاعتبار اختبارات كل دولة نتائجها متميزة, ومن ثم يتم إبراز كافة الوسائل والأدوات التي تستند عليها هذه الدول المتميزة في العملية التعليمية، وعكسها لبقية الدول حتى تسير على ذات النهج والخطى.
• في الاختبار يتم طرح نصوص تحمل في طياتها معرفة اقتصادية ولمحات ثقافية عامة وقيم تربوية سامية، وذلك حتى يستفيد الطلاب استفادة قصوى على كافة الأصعدة.
• تقوم كافة الدول المشاركة في الاختبار بالتفاكر والمناقشة في صياغة محتوى الاختبار, وذلك تحت إشراف الهيئة الدولية لتقويم التحصيل التربوي, وذلك بغرض الاستفادة من كافة آراء الخبراء التربويين من كل دولة.

نماذج اختبار البيرلز

في الأساس يتكون اختبار البيرلز من نصين، بحيث يشملان في طياتهما حكاية أو قصة، علاوة على نصا يشمل معلومات تناسب أعمار طلاب الصف الرابع، ويتوائم مع عقليتهم الصغيرة. حيث يتعين على الطلاب الإجابة على كافة الأسئلة المطروحة، والتي تكون مقتبسة من كلا النصين. كذلك يتعين عليهم الإجابة على نوع من الأسئلة الخاصة التي تهدف إلى تحديد وقياس مدى فهم الطالب بشكل عام.

الجدير بالذكر أن الجهة المسؤولة عن اختبار البيرلز تقوم بطباعة خمسة نصوص أدبية، إضافة إلى خمسة نصوص معلوماتية، ومن ثم يتم توزيعها على كراسة الاختبار، بحيث تحتوي كل منها على نصين فقط. نص أدبي ونص معلوماتي. وحول زمن الاختبار، فقد تم الاتفاق على منح الطالب زمن وقدره ساعة وثلث، أي 80 دقيقة بالضبط.

أيضا تتوفر العديد من النماذج لاختبار البيرلز، ومعظم النصوص يتم رفعها على الإنترنت بشكل دوري حتى يستفيد منها كافة الطلاب في معرفة شكل الاختبار وتكوين خلفية جيدة حوله والاستعداد له، أيضا يمكن للأهالي الذين لم يلتحق أطفالهم بالاختبار من قبل الاستفادة من هذه النماذج في تقييم فلذات أكبادهم، ومتابعة الطريقة والحلول النموذجية المرفقة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر هذه بعض أسماء النصوص لاختبار البيرلز، إذ تم تضمين كافة الأسئلة التي تخص كل نص:

• الطقس في القارة القطبية.
• نص فطيرة العدو و سر السن العملاق.
• نص حلق أيها النسر، حلق.
• قصة ليلة لا تصدق، والبحث عن الغذاء.
• قصة الفلاح النشيط.
• قصة أنتاركتيكا بلاد الجليد.
• قصة الدولفين.
• قصة الوطواط.
• قصة العائلة السعيدة.

ختاما يمكننا القول أن قيمة اختبار البيرلز لا يكمن في التنافس. ولا في أيّ دولة طلابها جيدين، وأيها طلابها ضعيفين. وإنما هنالك غايات أسمى وأكبر تتمثل في تبادل المنفعة، وأن تستفيد كل دولة من نظام التعليم الحديث الذي تطبقه دولة أخرى وقطفت ثمار النجاح و ارتقى طلابهم قمم النجاح والتفوق.

وللتخلص من هذه المقارنات السمجة والفطيرة تم إلغاء نظام الدرجات، وهي خطوة ذكية وتحسب للمنظمة والفاعلين فيها. واعتمدوا على التقارير العامة التي تم استخلاصها بعد تقييم كافة الطلاب. وما لا شك فيه أن كل دولة ستعرف ما ينقصها، وما هي الخطوة اللازمة لتتخذها حتى تكون في مصاف بقية الدول الرائدة والمتميزة أكاديميا وعلميا.