إستراتيجية الرؤوس المرقمة
إستراتيجية الرؤوس المرقمة

إستراتيجية الرؤوس المرقمة: ماهي،الإيجابيات والسلبيات، ودور المعلم في تطبيقها بالفصل

تعتبر إستراتيجية الرؤوس المرقمة، واحدة من أهم الإستراتيجيات المتطورة، والحديثة، التي تم ابتكارها من قبل اخصائيين تربويين، ومعلمين متميزين، وذلك بعد إجراء العديد من البحوث والدراسات؛ حول تأثير هذه الإستراتيجية على الطلاب، وبعد أن ثبتت فعاليتها تم الاعتماد عليها في معظم المدارس، وباتت نهجا ينتهجه معظم المعلمين الذين يواكبون الحداثة والتطور في ضروب التعليم النشطة.

حيث تسهم إستراتيجية الرؤوس المرقمة في المساهمة بشكل فاعل في تشجيع التعليم الذي يعتمد على النشاط التشاركي بين طلاب الفصل الواحد، وتساعد بدرجة كبيرة في تحقيق نتائج مرضية، وتحصيل أكاديمي مثمر، وفائدة عظيمة تتجسم في انعكاسها على أداء المعلم أولا، ومن ثم على الطلاب أجمعين.

ما هي إستراتيجية الرؤوس المرقمة؟

إن إستراتيجية الرؤوس المرقمة تستند في فكرتها؛ على تقسيم طلاب الفصل الواحد في شكل مجموعات متساوية؛ في عدد الأعضاء التي تشملها. حيث يكون لكل مجموعة أرقاما متشابهة. وفي نفس الوقت تكون هذه الأرقام مجهولة تماما لدى المعلم.

ومن هنا يمكننا أن نلاحظ أن هذه الإستراتيجية قد أرغمت المعلم في الابتعاد تماما عن الطريقة التقليدية؛ التي كانت ترتكز في جوهرها على أسماء الطلاب. مما كان يحدث نوع من التركيز على طلاب بعينهم دون الآخرين، هؤلاء الطلاب الذين كان يتم التركيز حولهم من قبل المعلمين هم فئة متميزة سلفا؛ وهم الذين يقومون بالمشاركة عند طرح الأسئلة؛ وفرصهم دائما ما تكون أكثر من غيرهم، مما يجعل الطلاب الضعفاء عرضة للنسيان والإهمال، وهنا تتجسم المشكلة في حال لم ينتبه المعلم؛ ويتدخل ليحل مثل هذه المعضلة في فصله.

وهنا يمكننا القول أن إستراتيجية الرؤوس المرقمة قد تكون ملائمة تماما، لتفادي هذا التمايز، ولتشمل المشاركة جميع طلاب الفصل. مما يجعل كل طالب معرضا للمشاركة في الدرس، ومعرضا للإجابة عن الأسئلة التي يتم طرحها. إن القيمة الحقيقة لإستراتيجية الرؤوس المرقمة تكمن في شمل كل الطلاب الموجودين داخل الفصل، وجعلهم محور المشاركة والمناقشة، دون تمايز، وبفرص متساوية لجميع الطلاب.

إن الطريقة التي يتم بها الأمر، تستند في أن يطرح المعلم السؤال؛ ومن ثم يضع أفراد المجموعة رؤوسهم معا؛ للتشاور حول الإجابة والتأكد من صحتها. جميع الطلاب الذين تشملهم المجموعة يشاركون ويتناقشون ويعملون بتاغم تام للوصول إلى الإجابة، أو لوضع تصور وحلول للمعضلة التي تم طرحها من قبل المعلم؛ بعد ذلك يقوم الطالب الذي يحمل رقم المجموعة، ويجيب عن السؤال نيابة عن مجموعته.

بعد الإنصات إلى إجابات الطلاب، يمكن للمعلم جعل المجموعات الأخرى توافق أو لا توافق على الإجابة، ثم يناقش المسألة بين المجموعات؛ كل مجموعة تعرض حججها وأسبابها حول الإجابة. وإذا كانت الإجابة تحتاج إلى توضيح أكثر، يمكن للمعلم أن يطلب من طالب آخر التوسع في الإجابة. ومن هنا يمكننا أن نرى مدى فعالية إستراتيجية الرؤوس المرقمة على تنمية روح العمل الجماعي؛ والتعاون الأصيل بين طلاب الفصل الواحد.

دور المعلم في تنفيذ إستراتيجية الرؤوس المرقمة في الفصل

  • في البداية يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات محددة. ومن ثم يتم إعطاء كل طالب في المجموعة رقما معينا.
  • يقوم المعلم بطرح السؤال الذي يخص مادته الذي يدرسها، أو يقوم بطرح مشكلة أو معضلة علمية معينة، لينشط التفكير الإبداعي والمنطقي لطلابه.
  • بعد أن يطرح المعلم سؤاله، يطلب من الطلاب أن يجتمعوا معا، حسب المجموعة التي تم تقسيمها سلفا، وذلك للتفكير حول الإجابة الصحيحة.
  • تعمل المجموعة معا؛ يفكرون ويتناقشون؛ ومن ثم يُمكن لرأس المجموعة أن يقوم بالإجابة؛ وذلك في حال وقع الرقم العشوائي الذي يختاره المعلم عليه.
  • يمكن للمعلم أن يأتي بحجر نرد، ويرميه أمام الطلاب، وبعد أن يثبت النرد على رقم محدد؛ يريه للطلاب، ويكون الرقم يشير إلى مجموعة معينة؛ عليها دور الإجابة.
  • يتناقش الطلاب الذين يحملون الرقم الذي ظهر على النرد فيما بينهم؛ ومن ثم يجيب الطالب؛ نيابة عن مجموعته.
  • كخطوة أخيرة يقوم المعلم بأخذ آراء المجموعات الأخرى حول الإجابة؛ وما إذا كانوا يوافقون أم لديهم إجابات أخرى، وبعدها يمكنه أن يتوسع في الشرح في حال شعر أنه هنالك نقصا في الإجابات.

إيجابيات إستراتيجية الرؤوس المرقمة

  • التعاون الشامل بين الطلاب، والترابط القوي بين بعضهم البعض، وذلك بفضل الجهود التي تبذل من كل فرد في المجموعة ومساهمته الفاعلة في الوصول إلى الإجابة.
  • ضمان توزيع فرص المشاركة على جميع الطلاب؛ وليس على فئة محددة منهم.
  • ضمان نوع من التفاعل الذي يتزامن فيه مشاركة جميع المجموعات في وقت واحد، وحول ذات السؤال. وهنا يكمن الدور الكبير لإستراتيجية الرؤوس المرقمة التي تجعل جميع الطلاب مشاركين وفاعلين.
  • يُمكن تطبيق هذه الإستراتيجية على جميع المستويات والفصول، وذلك لثبوت فعاليتها وجدارتها.
  • تتيح الإستراتيجية الابتعاد عن التقليد الذي يعتمد على الأسماء؛ والتركيز حول أسماء معينة في الفصل، أي أنها تقضي بشكل كبير على الاتكالية.
  • تعزز من انتباه وتركيز الطلاب أثناء الدرس وتحقيق أقصى فائدة ممكنة منه، كما تنمي لديهم مهارة التواصل الجماعي، ومهارة العمل ضمن فريق، وبناء الثقة بالنفس.

عيوب إستراتيجية الرؤوس المرقمة

  • وفقا لما تم التطرق له فإننا نلاحظ أنه يمكن أن يهيمن الطلاب الأذكياء على الفرص والإجابات، كممثلين لمجموعاتهم؛ وهضم حقوق الآخرين.
  • يمكن أن يخلق صفة الإتكالية لدى بعض الطلاب؛ خصوصا إن كانوا لا يتفاعلون ويشاركون مع المجموعة؛ مستندين على حلول الأذكياء فقط.
  • يمكن أن يكون تقسيم المجموعات غير عادل؛ في حال لم يراعي المعلم هذه النقطة؛ فيكون هنالك نوعا من عدم التجانس لدى بعض المجموعات، كذلك عدم تشكيل مجموعة من الطلاب الأذكياء والمتوسطين والضعفاء سيمثل مشكلة. لذا ينبغي أن يراعى التنوع عند تشكيل المجموعة، لضمان التكافؤ والمساواة.

في النهاية يمكننا القول أن هذه الإستراتيجية بالرغم من ثبوت فعاليتها وجدارتها في ترسيخ المعلومات؛ وتنمية مهارات الطلاب الشخصية والأكاديمية؛ إلا أنها تعتمد وتستند في جوهرها؛ على المعلم الفطن، الذي يراعي تفاوت مستويات طلابه؛ وعلى ضوء هذا التفاوت الحتمي يقوم بتشكيل المجموعات بدرجة متساوية، وذلك بما يضمن أنه ليس هنالك تفوق في عناصر مجموعة على الأخرى. كذلك عليه أن يتابع المجموعات متباعة لصيقة؛ وذلك لضمان مشاركة الجميع؛ وعدم إنفراد الأذكياء بالفرص؛ وفي نفس الوقت ضمان عدم الاتكالية من قبل الضعفاء.

شاهد أيضاً

استراتيجية العصف الذهني

استراتيجية العصف الذهني: كيف تُعزِّز التفكير الإبداعي وتُحسّن التواصل في التعليم؟

استراتيجية العصف الذهني في التدريس هي عبارة عن تقنية تهدف إلى تحفيز التفكير الإبداعي وتعزيز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *