تقرير عن المقصف المدرسي المثالي مقدم لمدير المدرسة (القائد) وفقه الله

في عام 1969م، نصت توصية من مؤتمر البيت الأبيض حول الغذاء والتغذية والصحة؛ على أن التثقيف الغذائي يجب أن يكون جزءا من المناهج المدرسية، وذلك نظرا لأهميته وضرورته القصوى في بناء جيل واعي يعرف متطلبات جسده. هذه المعرفة والوعي الغذائي يسهم بشكل مباشر في التحصيل الأكاديمي للطلاب، فهنالك نوعا من الأغذية التي تنشط الجسد، وهنالك صنف آخر منها، يجعل الجسد خاملا. فمعرفة الشخص بهذه التفاصيل يجعله قادرا على اختيار الصنف الذي يحتاجه الجسم ليعمل بكفاءة عالية.

حيث يهدف التثقيف الغذائي والصحي، إلى جعل المعلومات فى صورة مبسطة وواضحة، يمكن فهمها وتطبيقها بسهولة، مما يؤدى إلى تحسين العادات الغذائية للطلاب والمجتمع فيما بعد، والتى تعمل على مساعدتهم في التمتع بصحة جيدة، وبالتالى يكونوا قادرين على العمل وتنمية المجتمع. ومن هنا جاءت فكرة المقصف المدرسي، لتلعب دورا هاما ومحوريا في تثقيف طلاب المدارس بأمر التغذية السليمة والصحة الجسدية.

تعريف المقصف المدرسي

المقصف المدرسي ببساطة شديدة؛ هو أن تقوم إدارة المدرسة بتقديم نوع من الخدمة الغذائية لجميع الطلاب. هذه الخدمة تكون في مجال الأطعمة والمشروبات الغذائية، والتي يحتاجها الطلاب خلال يومهم الدراسي الطويل. وبدلا عن الخروج من المدرسة أو الازدحام في مكان معين؛ تقوم المدرسة بتوفير كافة الوجبات والمشروبات، حتى توفر للطالب عناء الوقت، وتوفر له الوجبات التي يحتاجها الجسم ليعمل بكفاءة.

الجدير بالذكر أن المقصف المدرسي تخصص له مصادر تمويلية وميزانية معروفة ومحددة من قبل إدارة المدرسة، وذلك لأجل خدمة الطلاب، ومساعدتهم على إكمال يومهم الدراسي بعد تناول وجبة مغذية للجسم، توفر لهم الطاقة، وتمدهم بالنشاط والحيوية حتى نهاية اليوم الدراسي.

كما لا يفوتني أن أنسى الجانب الهام من المقصف وهو التثقيف والتوعية الصحية للطلاب، وهذا أمر هام للغاية، والكثير من الناس لا تولي اهتماما بالغذاء، ولا تعرف الجوانب المتعلقة بكل طعام من سعرات حرارية، وألياف وطاقة وبروتين وكربوهيدرات وغيرها من التفاصيل المحورية التي لها علاقة مباشرة بصحة وعافية الجسد، فكلما زاد اهتمام الإنسان بهذه التفاصيل، سيكون أكثر عافية وأكثر لياقة ونشاطا. ولأجل هذه النقطة يقوم المقصف المدرسي بلعب دوره في التثقيف الغذائي والصحي، مما يخلق جيلا واعيا بجسده، وواعيا بنوع ومقدار الطعام الذي يحتاجه جسمه.

أهمية المقصف المدرسي

مقصف المدرسة مكان رائع للمتعة والتسلية والترويح عن النفس، والتمتع بالأكل الصحي بالنسبة للطلاب، لذلك ينبغي على إدارة المدرسة توفير أفضل الأطعمة وأجودها، لتعزيز قدرة طلابهم من الفهم والاستيعاب، ومساعدتهم على اكتساب الوعي الصحي والغذائي. وتكمن أهمية المقصف المدرسي في التالي:

  1. يسهم المقصف المدرسي في الحد من انتشار الأطعمة غير الصحية، والتي لها تأثير بصحة وسلامة الطلاب.
  2. يسهم المقصف المدرسي بشكل كبير في مساعدة الطلاب على اكتساب المعرفة الغذائية، والسلوكيات السليمة حول الوجبات والمشروبات، وتكوين وعي خاص يساعدهم على الاعتناء بصحتهم.
  3. تحفيز الطلاب على شراء نوع معين من الأطعمة، وتثقيفهم حولها، حتى لا يلجأوا إلى الوجبات السريعة والحلويات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر الأبيض، والتي حتما ستؤثر على تنمية عادات الأكل عندهم.
  4. يسعى المقصف المدرسي إلى ترويج نوع معين من الأطعمة والمشروبات الصحية حتى تكون بمثابة ثقافة غذائية يتبعها الطالب في حياته.
  5. تشجيع الطلاب على اختياراتهم الغذائية الصحيحة، حتى يستطيعوا اكتساب عادات صحيحة، تسهم في جعل حياتهم الغذائية خالية من الأطعمة التي قد تسبب السمنة وأمراض السكر وغيرها.
  6. رفع الوعي الصحي لدى الطلاب، وتعويدهم على عادات غذائية صحية سليمة، وذلك بالتعاون مع أولياء الأمور، من خلال مجلس الآباء، وحث الطلاب على الالتزام بذلك.
  7. يسعى المقصف المدرسي إلى خلق توعية مستدامة لأولياء أمور الطلاب؛ بأهمية الإفطار ومراعاة التخطيط لاختيار الوجبات الغذائية المثالية، التي تحتوي على الغذاء المتكامل.
  8. تكمن أهمية المقصف المدرسي، في جعل الطلاب يعتمدون على النفس من الصغر، وتوعيتهم بشأن المحافظة على أموالهم عندما يذهبون لشراء ما يحتاجونه بأنفسهم دون مساعدة أحد.
  9. بطريقة أو بأخرى يسهم المقصف المدرسي في تنيمة مهارة الحساب والعد عند الطلاب، وذلك نظرا لعملية البيع والشراء التي تتم.

مشاكل المقصف المدرسي

  • نسبة للتدافع الكبير من قبل الطلاب، وعدم التنظيم في بعض الأحيان، لا يحصل جميع الطلاب على فرصة شراء الوجبات والمشروبات، خصوصا الطلاب الأصغر سنا، مما يخلق داخلهم إحساسا بالانزعاج وعدم الرضى، وربما لا يكون متحمسا في قادم المرات والمواعيد.
  • في بعض الأحيان تقدم أصناف من الوجبات التي لا يتفق معها أولياء الأمور، ويعتبرونها ضارة بطريقة أو بأخرى؛ بصحة وسلامة أجساد فلذات أكبادهم.
  • تقديم وجبات غير طازجة من قبل إدارة بعض المدارس.
  • جعل مساحة المقصف الكلية صغيرة ولا تناسب أعداد الطلاب، مما يجعل أصحاب أمراض الجهاز التنفسي عرضة لعدم المشاركة حفاظا على صحتهم.
  • وجود بعض الطلاب الذين يعانون من حساسية تجاه بعض الأطعمة مثل القمح، فيضطرون إلى البقاء من دون أكل طوال اليوم.
  • ارتفاع أسعار الأطعمة، مما يجعل بعض الطلاب ذوي الدخل المحدود لا يشاركون في المقصف المدرسي، مما يخلق داخلهم شعور بالنقص.
  • يشكوا بعض الطلاب من عدم تنوع الأطعمة التي تقدم داخل المقصف المدرسي، مما يجعل بعضهم يصابون بالملل ويبتعدون عن المقصف كليا.

إيجابيات المقصف المدرسي

  1. يساهم في تعليم الطلاب كيفية اعتمادهم على أنفسهم، وكيفية إنفاق أموالهم وشراء ما يناسب أجسادهم، وذلك بعد اكتسابهم للوعي الغذائي.
  2. يعمل على خلق نوع من التغيير في البيئة المدرسية، وكسر الروتين، وتوفير بيئة جاذبة، ومتنفس جيد للطلاب.
  3. يخلق داخل الطلاب الشعور بالانتماء إلى المدرسة.
  4. خلق بيئة مهيأة للطلاب تحثهم وتدفعهم إلى التعاون والمعاملة الحسنة مع بعضهم البعض.
  5. تحسين سلوك الطلاب، وذلك عبر الإلتزام والنظام الذي يمكن أن تفرضه إدارة المدرسة، وفيما بعد ستكون هذه الصفات بمثابة مبدأ في حياتهم الممتدة.

في النهاية ينبغي أن أشير إلى أن المقصف المدرسي ليس مجرد منفذ لبيع المأكولات والمشروبات لطلاب وطالبات المدارس، كما أنه ليس منفذا لينفق من خلاله الطالب نقوده كنوع من الترف الاستهلاكي، إنما هنالك بالتأكيد ضرورة لوجوده، وهنالك أيضا رؤى تصب في صالح الطلاب.

حيث تخلق داخلهم الشعور بالمسؤولية، والشعور بحب الآخر، وبالانتماء إلى البيئة المدرسية، وذلك نظرا للتعامل والتعاون الحسن الذي يتم داخل بيئة المقصف، مما يجعلهم يكتسبون سلوكا مذهلا، وأخلاقا عالية، ووعي كبير بالثقافة الغذائية، لذلك تحظى المقاصف المدرسية باهتمام كبير من قبل الجهات المعنية بالعملية التعليمية، وأولياء الأمور على حد سواء.

لكن يجب قبل كل شيء معالجة السلبيات التي تصاحب المقصف المدرسي، كذلك ينبغي وضع لوازم وإجراءات حازمة للتنظيم، ووضع إجراءات رقابية وصحية صارمة؛ حتى يكون جميع الطلاب في أتم الصحة والعافية، وضمان عدم تأثر أي طالب من أصحاب الأمراض المزمنة، وضمان اشتمال المقصف على جميع الطلاب، وتحقيق أقصى فائدة ممكنة للجميع.

شاهد أيضاً

استراتيجية العصف الذهني

استراتيجية العصف الذهني: كيف تُعزِّز التفكير الإبداعي وتُحسّن التواصل في التعليم؟

استراتيجية العصف الذهني في التدريس هي عبارة عن تقنية تهدف إلى تحفيز التفكير الإبداعي وتعزيز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *