استراتيجية الدقيقة الواحدة
استراتيجية الدقيقة الواحدة

استراتيجية الدقيقة الواحدة: التعريف، الأهداف، وكيف يمكن للمعلم تطبيقها

إستراتيجية الدقيقة الواحدة – من الطبيعي أن تتنوع إستراتيجيات التعليم الحديثة؛ نظرا للكم الهائل من البحوث، والدراسات، والأوراق العلمية، التي كتبت في سبيل تطوير التعليم؛ والتي تهدف في الأساس إلى تطوير مستوى الطلاب والمساعدة على تقييمهم أكاديميا.

لكن و رغم كل شيء إن ما يعكر صفو المعلم؛ ويشغل باله؛ هو ما إذا كان شرحه وافيا؛ وأسلوبه لائقا؛ وطريقته في التدريس تحقق غايتها؛ وتوصل المعلومة لطلابه بشكل جيد. وبلا شك هذه واحدة من أكثر التحديات التي تواجه المعلم؛ وما إذا نجح في توصيل المعلومة بشكل ممتاز أم فشل.

لكن مع إستراتيجية الدقيقة الواحدة لن يكون هنالك متسع للقلق والخوف. وعبرها يمكن للمعلم التحقق من رسوخ المعلومات التي تطرق إليها في محاضرته، ويمكنه التأكد من مدى استيعاب طلابه؛ وما إذا كانت المعلومة قد هُضمت بشكل جيد ومثمر، ودون أن تكون هنالك أية نقاط مبهمة أو غير واضحة.

الجدير بالذكر أن إستراتيجية الدقيقة الواحدة؛ يمكن تطبيقها في الفصل بكل سهولة؛ ودون أي تعقيد. حيث أنها تساعد المعلم على تحديد تحصيل الطلاب العام؛ واستيعابهم للدرس الذي قدمه لهم. كما يمكن للمعلم تنفيذ هذه الإستراتيجية في بداية الحصة. أيضا بإمكانه تنفيذها في وسط ونهاية الحصة؛ لتحديد مدى تحصيل الطلاب العام؛ وتحديد مدى فهمهم واستيعابهم للنقاط الرئيسية والضرورية؛ التي بنى علها المعلم محاضرته. 

تعريف إستراتيجية الدقيقة الواحدة

إستراتيجية الدقيقة الواحدة هي طريقة قديمة؛ تساعد بشكل كبير في تجويد أساليب المحاضرة التي غلب عليها الطابع التقليدي المعروف، وهي في الأساس؛ تعتبر مرجع لا غنى عنه؛ حيث يحدد به المعلم مدى تقدم الطلبة في العملية التعليمية.

إن إستراتيجية الدقيقة الواحدة في أبسط صورها تتمثل في أنها تستخدم لتطوير أساليب التدريس.

وهي طريقة فعالة للغاية في تقديم تغذية راجعة للمعلم؛ ليعرف مدى استيعاب طلابه للشرح الذي قدمه. وهنا نلاحظ أنها إستراتيجية تقدم نوعا من التقرير حول وصول المعلومة للطلاب؛ أكثر من كونها إستراتيجية إجرائية.

ونظرا لعدة تفاصيل في إستراتيجية الدقيقة الواحدة؛ فهي تعتبر واحدة من أسهل طرق التعلم النشط، والتي يمكن تطبيقها بكل سهولة ويسر، وذلك أوقات مختلفة ومتباينة من زمن الحصة، وهنا نلاحظ مدى مرونتها، حيث أنها لا تتقيد بزمن معين من الحصة، وإنما يرجع الخيار للمعلم؛ فيمكنه تطبيقها في بداية الحصة أو في وسطها أو في نهايتها. وفي كل الأحوال هي تؤتي بثمارها؛ وتحقق غايتها المنشودة.

كيف يمكنك كمعلم تطبيق إستراتيجية الدقيقة الواحدة

  • قم بشرح الدرس بنوع من التفصيل؛ وحاول جذب انتباه طلابك مستخدما أساليب التعليم النشط.
  • قم بتقسيم طلابك إلى مجموعات صغيرة، أو قم بتقسيمهم بشكل ثنائي، وذلك حسب عدد طلابك وحسب زمن الحصة، وغيرها من التفاصيل الضرورية التي ستساعدك في التقسيم المناسب.
  • بعد مرحلة الشرح وتقسيم الطلاب، قم بطرح الأسئلة، وبإمكانك أن تطرحه على ورقة أو على السبورة؛ أو في شاشة عرض. المهم أن يكون السؤال واضحا أمام أعين الطلاب.
  • قم بتوجيه بعض الأسئلة التي تحفزهم على ترسيخ معلومات الدرس. مثل: ما الذي تعلمته من الدرس؟ .. ما رأيك بالنقطة الفلانية في الصفحة كذا؟ .. وغيرها من الأسئلة المحفزة والفعالة في نفس الوقت.
  • أعط طلابك دقيقة واحدة للتفكير، وتدوين الملاحظات، ومن ثم الإجابة عن السؤال المحدد.
  • قم بقراءة إجابات طلابك؛ وحاول أن تقارن فيما بينها، مستخدما عبارات التعزيز والتحفيز.
  • أخيرا قم بتصحيح الأخطاء وما إذا كان هنالك سوء فهم عند بعض الطلاب، وقم بشرح إجابة السؤال؛ مع إضفاء المزيد من الشرح والتوضيح الذي من شأنه ترسيخ المعلومة للطلاب المخطئين.

الفوائد التي يمكن تحصيلها من إستراتيجية الدقيقة الواحدة

  • تتناسب إستراتيجية الدقيقة الواحدة مع جميع الطلاب؛ ويمكن تطبيقها في جميع المراحل الدراسية. وبلا شك ستحقق غايتها؛ وتؤتي بفوائدها معهم جميعا.
  • ملائمة لجميع الطلاب؛ وملائمة لقدراتهم العقلية؛ ولمهاراتهم الشخصية.
  • يمكن تطبيق إستراتيجية الدقيقة الواحدة بشكل فردي أو جماعي أو بشكل ثنائي. وهنا نلاحظ مدى مرونتها.
  • تعتبر طريقة فعالة ومثمرة في تنمية مهارات الطلاب الكتابية والتعبيرية.
  • تهدف إلى تعزيز وزيادة المعرفة الإجرائية لدى الطلاب.
  • تساعد على تنشيط التفكير؛ وسرعة البديهة والتركيز.
  • تساعد المعلم بشكل كبير في تحديد الأخطاء التي يقع فيها طلابه؛ ومن ثم مساعدتهم في التصويب والمعالجة.

إلى ماذا تهدف إستراتيجية الدقيقة الواحدة

  • تساهم بدرجة فعالة في مساعدة الطلاب على ترسيخ المعلومات التي تحصّلوا عليها من المعلم أثناء الشرح. وذلك من خلال تقديم إجاباتهم عبر الكتابة والتعبير.
  • تعكس للمعلم الطريقة التي يفكر بها طلابه، وتوضح له مدى تقدمهم وتطورهم في سبيل التحصيل العام للدروس.
  • تهدف إلى تنمية روح التعاون بين الفريق الواحد. وتعزز من تلاقح الأفكار؛  وتبادل المعارف؛ وبناء أواصر الصلة بين بعضهم البعض.
  • زيادة مقدرات الطلاب على التحليل، وتحفيزهم لاستخدام المنطق، وذلك من أجل الوصول إلى الإجابة المطروحة.
  • تهدف إلى ترسيخ محتوى الدرس وتثبيت المعلومات المطروحة وهضمها؛ في الوقت المخصص للحصة، وذلك حينما يطلب المعلم من طلابه؛ تسجيل أهم نقاط الدرس التي قام بشرحها منذ لحظات.
  • تهدف لإضفاء المزيد من التركيز حول الموضوع الذي بنى عليه المعلم محاضرته، ومحاولة ربط معلومات درس اليوم مع معلومات الدروس السابقة.
  • تهدف إلى تدريب الطلاب وتوعيتهم بمدى أهمية الوقت؛ وضرورة الإلتزام به وإحترامه وتقديسه.

في النهاية ينبغي أن نلاحظ مدى أهمية وضرورة إستراتيجية الدقيقة الواحدة في بناء القيم؛ وغرس المبادئ.

وإذا ما تأملنا الطريقة التي يتم بها تنفيذ الإستراتيجية؛ من إلتزام وحرص بالزمن المحدد؛ والمتفق عليه بدقيقة واحدة، يمكننا حينها أن ندرك ما يمكن أن تحققه هذه الإستراتيجية للطلاب بمرور الزمن والأيام.

 كذلك نلاحظ مدى فعالية الإستراتيجية في خلق بيئة إجتماعية؛ مبنية في الأساس على ضرورة التعاون والإلتزام، ومن ثم مساهمتها والدور الكبير الذي تلعبه؛ في تأهيل الطلاب نحو المستقبل الذي يتطلعون إليه بشغف، وأن يكونوا ناجحين في كافة مناحي الحياة، وذلك عبر تعويدهم منذ المراحل الدراسية، على ضرورة تقديس الوقت الذي هو أساس بناء ونهضة وتطوير الأمم.

شاهد أيضاً

استراتيجية العصف الذهني

استراتيجية العصف الذهني: كيف تُعزِّز التفكير الإبداعي وتُحسّن التواصل في التعليم؟

استراتيجية العصف الذهني في التدريس هي عبارة عن تقنية تهدف إلى تحفيز التفكير الإبداعي وتعزيز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *