استراتيجية الاصابع الخمسة
استراتيجية الاصابع الخمسة

استراتيجية الأصابع الخمسة : تعريفها، مميزاتها، وكيفية تطبيقها في التعليم عن بعد

في خطوات عملية لتطوير العملية التعليمية ومساعدة المعلم في القيام بدوره على أكمل وجه ومواكبة الوسائل الحديثة، حرصت الحكومات على تعزيز منظوماتها التعليمية واستنفار مواردها المالية والبشرية للإرتقاء بها بما يضمن بناء الإنسان السوي، المنتج والفاعل مجتمعيا. ولأهميتها البالغة ودورها الأساسي في تنمية المجتمع كانت عملية التعليم من أولويات الدول والحكومات، فالعلم هو أساس الرقي والتنمية.

ومع تطور المجتمعات برزت العديد من الاستراتيجيات التعليمية المصممة بناءً على البحوث العلمية الدقيقة لتجعل من الطالب محور العملية التعليمية ولتؤيد دور المعلم الذي يظل هو المحور الأساسي في إنجاح عملية التعلم مهما تطورت الإستراتيجيات وتعددت الوسائل، ومن هذه الإستراتيجيات التي ساعدت في تحسين عملية التعليم وتجويدها “إستراتيجية الأصابع الخمسة”، فما هي إستراتيجية الأصابع الخمسة وما هي فوائدها وما خطوات تطبيقها ؟؟

مفهوم إستراتيجية الأصابع الخمسة

استراتيجية الأصابع الخمسة هي إحدى استراتيجيات التعلم الفاعلة التي تهدف إلى تطوير قدرات الطلاب و الإرتقاء بمستواهم الأكاديمي بما يمكنهم الإعتماد على أنفسهم في تحقيق الأهداف التعليمية المحددة.

وقد صممت هذه الإستراتيجية لأجل إكساب الطلاب العديد من المهارات الضرورية كالإستماع، التلخيص، التنبؤ، والإستنتاج واستخلاص ما يستفاد من المادة التعليمية، وغير ذلك من المهارات الذهنية الأخرى، كما تساعد الطلاب والمتعلمين على استرجاع واستذكار المعلومات من خلال خمسة عناصر أساسية للموضوع أو القصة حيث يمثل كل أصبع من أصابع اليد أحد هذه العناصر كالآتي:

  1. الإصبع الأول (اصبع الإبهام): يستخدم لتمثيل المكان أو الأماكن التي دارت بها أحداث القصة.
  2. الإصبع الثاني (اصبع المؤشر): يمثل هذا الاصبع الشخص أو الشخصيات الأساسية التي تدور حولها القصة.
  3. الإصبع الثالث (اصبع الوسطى): يعبر الاصبع الأوسط عن أحداث القصة الرئيسية التي تواجه شخصياتها كالصراع بين الخير والشر مثلا.
  4. الإصبع الرابع (اصبع البنصر): يمثل اصبع البنصر المسار الذي سارت عليه الأحداث والمآل الذي صارت إليه المشكلة وكيف تم التعامل معها.
  5. الإصبع الخامس ( اصبع الخنصر): هنا يتوصل الطالب الى نهاية القصة والحال الذي وصل إليه شخصياتها.

تطبيق استراتيجية الأصابع الخمسة في التعليم عن بعد

لتطبيق إستراتيجية الأصابع الخمسة وإكساب المتعلمين المهارات عن طريقها، يقوم المعلم بطرح عدد من الأسئلة وهي: من؟، ماذا؟، لماذا؟، متى؟ وكيف؟ حيث تحقق هذه الأسئلة مغزى المادة الدراسية بطريقة بسيطة ومنظمة ما يساعد في فهمها وسهولة استذكارها، فيتبع المعلم الخطوات التالية:

  • قم بتصميم تخطيطي في شكل أصابع اليد.
  • أكتب على كل من أصابع اليد التي قمت بتصميمها أحد الأسئلة الآتية: ماذا، لماذا، كيف، من ومتى. ثم على راحة اليد لخص أهم نقاط الدرس الأساسية.
  • وضح لطلابك هذه الأسئلة الخمسة وطرق توظيفيها، اشرح ماهية إستراتيجية الأصابع الخمسة وخطوات تطبيقها. ثم قم بتقسيمهم إلى مجموعات بحيث تتضمن كل مجموعة خمسة طلاب.
  • أطلب من طلابك قراءة عناوين الدرس الأساسية ثم شجعهم على كتابة مجموعة من الأسئلة حول ما يرغبون بمعرفته حول هذا الموضوع، المعلومات التي تلتبس عليهم حوله والمعلومات التي يتشوقون لمعرفتها.
  • بعد انتهاء الطلاب من كتابة الأسئلة ابدأ في شرح الدرس بشكل مفصل واطلب منهم التركيز على المعلومات التي تشكل إجابة على تساؤلاتهم.
  • الآن وقد أتممت شرح الدرس اطلب من كل طالب إجابة الأسئلة التي كتبها مسبقا بناءً على المعلومات التي تلقاها من خلال الشرح.
  • بعد حل الأسئلة اطلب منهم تلخيص أهم الفكار الأساسية التي استخلصوها في راحة اليد.
  • وأخيرا شجع كل مجموعة على قراءة الإجابات التي توصلوا إليها أمام الصف ومن ثم التعليق عليها ومراجعتها.

مميزات إستراتيجية الأصابع الخمسة

تنفرد إستراتيجية الأصابع الخمسة عن غيرها من إستراتيجيات التعلم بعدد من الميزات فهي استراتيجية تعليمية ممتعة يمكن تطبيقها في جميع المراحل الأساسية كما يمكنك تطبيقها مع أطفالك في المنزل فهي تشجع المتعلمين بإضفاء جو من المرح وكسر حواجز الملل عندهم، ومن أهم ميزاتها:

  • اكتساب مهارات التنبؤ والإستماع والتلخيص وغيرها من المهارات العقلية الضرورية.
  • تجعل هذه الإستراتيجية من المتعلم محور العملية التعليمية حيث ترتقي به من مجرد متلقي للمعلومة إلى مشارك فاعل في كل مراحل التعلم، بحيث تعطي الطالب فرصة طرح الأسئلة وصياغتها؛ الأمر الذي ينمي ثقة الطالب بنفسه ويجعله مستشعرا لمسؤولية تعلمه فيواجه مشاكله بقوة ويسعى إلى حلها ويتخذ القرارات المناسبة بشأنها.
  • تعمل استراتيجية الأصابع الخمسة على إثراء حصيلة الطالب اللغوية وتنمية التفكير الناقد من خلال كتابة الأسئلة والإجابة عليها إضافة إلى مهارة تركيب وطرح الأسئلة بموضوعية.
  • بمشاركة الطلاب المستمرة وتفاعلهم تجعل هذه الإستراتيجية من الصف بيئة تعلم مثالية مشجعة روح الحوار والتعاون والمشاركة بين المعلم وطلابه وبين المتعلمين من طلاب الصف الواحد.
  • تؤكد هذه العملية على إبقاء أثر التعلم وتجويد مخرجات العملية التعليمية بتدريب المتعلم على تلخيص الأفكار الأساسية والتركيز عليها.
  • يستطيع الطالب من خلال هذه الإستراتيجية تنمية أساليب التفكير وتوظيفها في إطلاق الأحكام والتقييم الذاتي بصورة هادفة.

تعتبر إستراتيجية الأصابع الخمسة إحدى إستراتيجيات التعلم النشط التي يمكنك كمعلم استخدامها لتطوير وتجويد مخرجات العملية التعليمية وكسر عنصر الملل المصاحب لطرق التعلم التقليدية، فهذه الإستراتيجات الحديثة تم وضعها بناء على الأبحاث العلمية المعتمدة بما يضمن تحصيل الفائدة القصوى من عملية التعلم.

ومن استراتيجيات التعلم النشط التي يمكنك تطبيقها أيضا: استراتيجية الحوار والمناقشة، استراتيجية العصف الذهني، استراتيجية التعلم الذاتي، استراتيجية تعلم الأقران، استراتيجية التعلم التعاوني، استراتيجية الاستكشاف، استراتيجية حل المشكلات وغيرها.

إذ أن كل من هذه الاستراتيجيات الحديثة تساعد في إنخراط جميع المتعلمين للمشاركة في الأنشطة الصفية وتبادل المعلومات وتقبل آراء الآخرين كما تنمي روح المسؤولية والتعاون بين المتعلمين بإشراك الطلاب بشكل فاعل وإيجابي وتنمية روح العمل كفريق.

ختاما، هذا فيديو لشرح استراتيجية الأصابع الخمسة من قناة اشرف شرقاوي على اليوتيوب:

شاهد أيضاً

استراتيجية العصف الذهني

استراتيجية العصف الذهني: كيف تُعزِّز التفكير الإبداعي وتُحسّن التواصل في التعليم؟

استراتيجية العصف الذهني في التدريس هي عبارة عن تقنية تهدف إلى تحفيز التفكير الإبداعي وتعزيز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *